غرَّدَ البُلبلُ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الوطنيات، 65، آخر تحديث

غرَّدَ البُلبلُ - عمر صميدع مزيد

غرَّد البُلبلُ فأشَّجاني
وشدوهُ بَلبلَ أجفاني
 
فكان يُغرِدُ مُرتَجِفاً
وبكَى حتَّى أبكاني
 
فقالَ البُلبلُ مُكتَئِباً
رحلَ أهلي وجِيراني
 
غادرُوا وبَقيتُ مُنفَرِداً
بقيتُ وحيداً بأحزاني
 
رحِيلهُم زادَني ألمَاً
وأنهكَ قلبي وأعيَاني
 
فكيفَ سأخمِدُ ولعَاً
قد أضرمَني وأضنَاني
 
فقلتُ كفَاكَ يا طَيراً
قد ألهبتَ أشجَاني
 
رمَيتَ بِسهمِكَ مُبتَئِساً
فحينَ أصبت أردَاني
 
فكنتُ أظُنُّني مُبتَهِجاً
وجَدتُ رَفِيقَ حِرمَانِ
 
أنسِيتَ بأنَّكَ طَيراً
ليتَ عِندي جنحَانِ
 
ليتَني مِثلكَ مُنطلِقاً
كنتُ هجَرتُ سَجَّاني
 
لو تعلم أنِّي يا طَيراً
شَرِيدٌ داخِلَ أوطَاني
 
وطني أصبحَ مُغتصَباً
غزَاهُ عصبةُ جرذَانِ
 
فطَارَ البُلبلَ مُبتَعِداً
طارَ لأهلهِ بجنَانِ
 
يا طَيري رفرِف مُرتَحِلاً
وغرِّد بعذبِ الألحَانِ
 
فغداً سَتعشَقُ مُنتَشِياً
فوقَ جُذُوعٍ وأغصَانِ
 
وستنسَى عُمراً مُنكرِباً
قضَيتهُ بكلِّ أحزَانِ
 
ويَبقَى حُزني مُعتكِفاً
يَطوفُ داخِلَ أركاني
 
عِشتُ العُمرَ مُغترِباً
أنا وأهلي وخِلَّاني
 
سَأطِيرُ قَرِيباً مُتجِهاً
إلى وطَني وأحضَاني
 
لأعِيشَ حُرَّاً مُنعَتِقاً
فإنِّي بِدُونهِ فَاني
 
فلَيتَني كُنتُ أنا طَيراً
ولَيتَ ما كانَ بإمكاني
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
3-4-2019
مراجعة الأستاذة الفاضلة
نزهة ابراهيم عبدالرحمن
© 2024 - موقع الشعر