سأمرّ إلى وجع الغابة - راشد الزبير

سأمرّ من حزن السيدة..
إلى عالم يتهيأ للعب ..
إلى شهقة الأرملة في الشوارع النازفة بالدخان ..
سأمرّ من بيتها ..
إلى قمر تشربه الغيوم ..
كوجه قندهاري يذوب خلف الخرافة..
سأمرّ من بارها التقي.. إلى تجاعيد الحصير على خدي
وارتباك الكاميرات في منهاتن ..
ممسوساً بالمساء الباذخ ..
سأمرّ من كأسها.. الذي يمشي بجوارنا حافياً ..
إلى شظايا الحقائب.. قبل الحصة الأولى,
محاطاً بنورها العذب..
أُلحِّنُ الجسد الهائج على سلّم العواء..
سأمرّ من موسيقاها المنتحبة..
إلى أنين الريح في العلب الفارغة..
وانتشاء الله برقص المدن.. على إيقاع الزلازل ..
في ليلة مررتني في ثيابها..
سأمرّ من أشرعة سريرها.. إلى نهاية التاريخ,
وقرنفل أمي المتفشي في سلام الذاكرة..
من عينيها التي ترصدني في أعاصير الكلام,
من صهيل السيدة المرتبة..
التي تُقَسِّطُ فوضاها على شغف السرير..
سأمرّ إلى وجع الغابة,
وثقب النافذة يسرب الصباح العجول..
فأسكت عن وهمي,
وتسكت عن رطبها المباح .
© 2024 - موقع الشعر