أنت صبري

لـ سيد علي، ، في غير مُحدد

أنت صبري - سيد علي

ومذا إن لم نلتقي بعد غياب
طال فأضرم نارا التهمت أجفاني
ومذا إن لم يشأ الدهر جمع شملنا
وقطع شوقي إليك وكوى جناني
ومذا إن لم أرى أدمع عينيك تروي الثرى
حين تلقين وبحنانك تطوي أحزاني
أمي سئمت الفراق والعيش منفردا
وإن كسبت كنوز الدنيا فأنا العاني
أنا الذي أعيش في غربة من دون أم
فويل لمن أقصاني عنك وشوه زماني
أمي بدونك أرى الأيام غياهب
وإن أنار دربي نجوم هاذي الأكوان
أنت نور قلبي وقنديل دهري
وأنت أنسي ولمركبي أنت الربان
ومذا إن لم أراك يا أم قبل أن تحين منيتي
وقبل أن يدفن تحت التراب جثماني
أبكيك بشعري وميدادي ونظمي
أبكيك بدمي و عضمي وأدمع الشريان
إن كان صبري قد نفذ وبدني تعب
فإن قلمي لن يكل من تدوين معالم العرفان
أنت معلمتي وأنت من رباني
على حسن الشمائل والمكارم والإحسان
فكيف لي أن أنساك أو أن أنسى ليلة
من ليالي مرضي كيف كنت من ألمي تعاني
كيف أنسى فرحة في عينيك أشرقت
حين حققت نجاحا أو فزت في امتحان
لا و رب السماء لن أنساك ما دمت حيا
أنت معي في عيني وقلبي و وجداني
و مهما إبتعدت عنك وطالت غربتي
فلست لك مهملا أو هاجرا لأوطاني
بل اعلمي أني من أجلك أحيى
وبك أمضي في سيري ويرقى كياني
فلا تحزني يا أماه فأنا لك فاد
وإليك عائد إن شاء ربنا العالي الرحمان
و إن كانت عودتي مكتوبة في قدري
فلن يمنعني من ضمك أي إنسان
و حتى إن علت بيننا مئات الجدران
فأنا بروحك أحيا وإن اضمحل جثماني
هذا شعري أنضمه لك يا أمي
أنت مذكورة في كل سطر وأنت العنوان
هذا اعترافي لهذي الدنيا و هذا إعلاني
فلست بقادر على العيش منفردا بكتماني
سأصبر عن بعدك يا أم وإن نفذ صبري
جعلتك روحي فأنت صبري و معواني
© 2024 - موقع الشعر