أرهقتُ قلبيَ بالحنين لما مضى - عبدالرحمن آل عباط الزهراني

‏ما سالَ دمعُ العينِ يومَ وداعِهم
     بل سالتِ الأحلامُ قبل مدامعي

يا ليلَ إن سوادَ ثوبكَ ساترٌ
       لكنّ صُبحكَ كاشفٌ لمواجعي

‏أرهقتُ قلبيَ بالحنينِ لما مضى
    وجرحتُ بالصوتِ الأليمِ مسامِعي

أوراقُ ذكرى الراحلين و دفتري
      و الحبرُ قد ملّت مرورَ أصابعي

‏من لي بنسيانٍ يرفرفُ حاملاً
       كلّ السنينِ إلى الفضاء السابعِ

أو لي بآمالٍ طوالٍ لا يُرى
      من خلفهنّ سوى حَسِين الطالعِ

‏لو كانت الأحلامُ تُدرَكُ بالمُنَى
      لأردتُ "إدراكَ الإمامِ الشافعي"

في صبرِ يعقوبٍ لغيبةِ إبنهِ
        لكنّ هذا القلبُ ليس بطائعي

‏قلبٌ ضعيفٌ عند فقدِ أحبّتي
       متناقضٌ لا يستجيبُ و لا يَعِي

كم من فقيدٍ لا يزالُ بداخلي
        حيّا يناجيني و ليسَ موادِعِي

‏هم يعلمونَ بأنّ موطنَهم ( أنا )
     و بأنّ صدري موطنٌ لِ ودائعي

يا ربّ لا تفجع خلوجا ب ٱبنها
     فضلاً عنِ الإنسانِ إنكّ سامِعِي

‏إحساسُ ( أمٍّ ) عند فقد جنينها
     أقسى و أعمقُ من شعورِ الضائعِ

شيءٌ بداخلها فدَتْهُ  بِنفسها
       تدعوهُ يا (ولدي أإنّكَ فاجعي ؟)

‏لا تحزني يا (أمّ أقمارِ السما)
       و نجومهاِ و شُعاعِهنّ الساطعِ

فاللهُ أكرمُ منكِ في نعمائهِ
       و بلائِهِ فترجّعي و تواضَعي 

© 2024 - موقع الشعر