شهر الصيام ...

( رباعيات على وزن ( فاعلن ) من البحر المتدارك )
 
ضيفنا في القدوم يحلَّ المكانْ
ويقدَّم نورا أمام الزمانْ
تَتَرَاءَفُ تِلكَ التحايا بالحنانْ
ومع الضوء هلَّ علينا الأمانْ
**********************
جاء شهر الصيام فكن في سرورْ
جاء ينشدُ خيرا بلبس الزهورْ
جاء للعالمين بلوح الحبورْ
يملأ الكون طيبا بطيب الحضورْ
**********************
وجهك البَّارُ ما زال بين الشهودْ
رمضان الذي ناء فوق الوعودْ
صُمْ وَ صَلٍ القيامَ وزِدْ فِي السجودْ
فيثير الضياء لكلِّ الورودْ
**********************
يا نسيم الصباح بكل الوضوحْ
أنت صبحٌ أمام بهاء الصبوحْ
فيك طهر يقارع كل الجروحْ
ويعالج من كان بين اللحوحْ
**********************
جاء للعالمين بنور الضياءْ
فلقد بعث الأمن عند العطاءْ
يَغْفُرُ الذَّنْبَ إنْ صُمْتَ صَوْمَ الوفاءْ
ذلك الفوز يأتي بروح العناءْ
**********************
وبه ليلةٌ في سماء السلامْ
تبهجُ الحالَ عندَ سماتِ الظلامْ
و الحليمُ هنا يرتقي للأنامْ
علَّني أقتضي من ليالي القيامْ
**********************
يا غفورا على كلِّ عبدٍ رقيبْ
اغْفرِ الذنبَ إنكَ ربٌّ قريبْ
شَهْرُ صَوْمِ وَ شَهْرُ القيامِ المجيبْ
مَرحَبًا بِكَ يَا طاهرًا للقلوبْ
**********************
فلقد لاح فوق النجوم هلالْ
ضلَّ في رَشَفِ السماءِ دلالْ
و أصَاغَ على التائبينَ نضالْ
تلك فِي أَعْيُنِ الطَّاهرينَ كَمالْ
**********************
وَبَدَ الليلُ كالنورِ يرقى الرِّفاقْ
بل يُرَى ذلك الليلُ فوقَ الوِفاقْ
فَعَلَى كُلِّ عَاصٍ يثيرُ السباقْ
فَمَسَاجِدُ رَبِّكَ تنجي العناقْ
**********************
رَمضان أَتَيْتَ بطهرِ البلوجْ
إنكَ الوجهُ و التاجُ عندَ الفروجْ
ولسوفَ تضاهي عُيون الغنوجْ
وَمُسَمَّاكَ يَغْسِلُ كلَّ العلوجْ
**********************
و أطوف ببيْتك بالمستطاعْ
و أرافع يدي لصوغ المطاعْ
و أساءل ربي بحكم السماعْ
تُغْفَرُ الذَّنْبُ بالعفو و الاقتناعْ
**********************
رمضان يفوح إليه الثباتْ
وتفوحُ مِنَ القراءِ الصفاتْ
فيكون هنا وهناك الحياةْ
يا إلهي إليكَ أناجي النجاةْ
**********************
من شرور يصوغ نداء الهلاكْ
و إليك أنادي نداء النساكْ
و أصارحُ ربي بذاك العراكْ
و أقول بعفوكَ زال الهلاكْ
**********************
وعلى المصطفى خير ذاك العفافْ
و على آله يا رفاق الزفافْ
و صحابته خير طيب السلافْ
صلِّ بالمصطفى ذاكَ خير الوصافْ
 
********************
 
أَسألُ الله العَلَيَّ القَدِيْرَ أَنْ يُبَلِّغَنَا رَمَضَانَ
شَهْرَ الرَّحْمَةِ وَ اَلمَغْفِرَةِ ، و عِتْقٍ مِنَ النَّارِ ،
وَ يُعِيْنَنَا على الصَّيَامَ وَ القِيَامَ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ المُجِيْبُ .
 
نايف سالم الزهراني
مكة المكرمة
27 / 8 / 1435 ه