اذاهبون - الحسين الطاهر

الغيوم و المطر
و الليل البهيم
تغلّفُ الحزن المقيم
رعود من سحابٍ يخفي القمر
يا ليته نظر !
ان الزمان –يا قمرنا- قد غدر
ليلة السَفر !
**
اذاهبون؟
و قد كان الشعار
الى الابد..
و ان امست جنتك نار
اذاهبون؟
ان دخان الدمار
يخنق الارواح
و تخنق العبراتُ الاحرار
اذاهبون؟
اتاركون نحن الوطن
و من خلفنا الدار
تجتر الشجون؟
**
لا زال المطر ينهمر
و ما زال الرعد يصرخ
و الدمع –من القلوب- يكاد ينفجر..
حمّل الحقائب فالسائق ينتظر
ان الطريق طويل الى المطار
و بعد المطار سيستمر
سنظل ابد الدهر في سَفَر
**
يا ليلة الوداع
سوداء كفضاء الكونِ
خالية من اي لون
ثقيلة كالضياع..
و بدأ المسير
ذاهبون يا وطن، مع الخيار العسير
فمُلكُنا مشاع
**
تشقّ السيارةُ المياه
الشارعُ المطرُ غطّاه
و وجه الغيمة الكئيب
يطلّ من سماه
و من النافذة انظر انا
الى الوطن
و اعبّ ما اعبّ من هواه..
اذكر حين غطى عشبَنا نداه
و كيف كل حبيب لنا بيتُنا اواه
اترك الوطن، و اترك بيتنا
لربنا يرعاه
**
ذاهبون
و السيارة تسير
في طريقها الى المطار
و قد تحدد المصير !
© 2024 - موقع الشعر