الغربة - الحسين الطاهر

في صفاء الليالي حيث الاغاني تذوبُ
اسائل النفسَ هل لي في رؤياك نصيبُ

موطنا تدندن فيه الظلال لحنا حزينا
فاذا بحفيف اوراق الشجر يعيد و يجيبُ

يا اله السموات العلى يا قادر يا سميع
و يا امم العالم هل سيعود وطني الحبيبُ

انام و احاول حفظ قلبي في ضلوعي
و استيقظ فاذا بالقلب لوديان بلادي يجوبُ

عد ايها القلب البائس كما انت كسيرا
الم تعتد الحزن و قد اعتادك قلبي النحيبُ

و رائحة العشب الندي في صباح موطني
كيف و لماذا؟ و بغيرك العيش لا يطيبُ

وطني، ماذا اصف و ماذا اقولُ و لم
تخترع بعد الكلمات التي عن شعوري تنوبُ

اتلتئم جروحُ الروح وطني اذا التقينا؟
و تنسى المآسي و تُنسى الفواجعُ و الخطوبُ؟

و يستعدل الزمان بعد جنوحه، يا وطني
فمتى اذن يفعل ذلك زمانك العجيبُ

نسي القلبُ بعض نبضاته حين تخيّلك
و سرق النبضات حين احس انك قريبُ

اشتقت لمرح الايام الخوالي يا موطني
قبل ان تُنقَشَ على جدران الروح الندوبُ

وطني لقد استسلمت الكلمات عن وصفك
لعلها لم تقرأ ما هو في اوردتي مكتوبُ

ربما يتوب الانسان عن عشق حياته
لكنه عن عشق موطني ابدا لا يتوبُ

تهبّ انسام الهوا فاحملها مني هوى
يتمسّح ببقايا انوارك اذا ما الشمس تغيبُ

© 2024 - موقع الشعر