عفوا عمالقه الممالك - اسماعيل بريك

عفواً عمالقة الممالك والقصور
إني أنام علي فراش من حصير
وأعيش التحف المصائب والهموم
وألوك أطعمة الفتات من الشعير
وأصاحب الفقر المكبل بالغيوم
كمناضل يلقي معاملة الأسير
الظلم يبقي لو أحاط به الفتور
ويفر يجري من نداء المستجير
عفوا عماله الممالك والقصور
إني أنام علي فراش من حصير
أأضم صوتي للغني متي يثور
يقضي عليَ فلا أجار ولا أجير ؟ !
أم أن صوتي للفقير هدي ونور
قبس يضيء لمن يري سبل المسير
فيد العدالة في يديه لها بذور
تروي فتنبت للدنا خيرا وفير
عفوا عمالقة الممالك والقصور
إني أنام علي فراش من حصير
وبقية الشعب الحزين لدي الجحور
يشكو الوزير إلي معالي الوزير
يشكو مساكن قد ترامت كالقبور
تحوي بقايا من عليل أو ضرير
يشكو المجاعة والمهانة والضمور
فهل استجاب لحاله أبدا ضمير ؟ !
عفوا عمالقة الممالك والقصور
إني أنام علي فراش من حصير
وجميع أجهزة الحكومة لا تدور
إلا علي كتف الصغير أو الفقير
طغت الرشاوة والإتاوة والنفور
بين الجميع فلا فرار من المصير
كيف الموظف أن يعيش بلا أجور ؟ !
كيف الحياة بلا حياة أن تسير ؟ !
عفوا عمالقة الممالك والقصور
إني أنام علي فراش من حصير
© 2024 - موقع الشعر