أين اختفيتِ

لـ هيثم اللحياني، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

أين اختفيتِ - هيثم اللحياني

نثرتُ القصائد
عطراً
و زهراً
و ليلاً
و دمعاً
و حزناً
و قهراً
و كان يقيني
بأني بلغتُ من الشعر حدّ السماء
و أن النجوم
و بدر الأغاني
و شمساً
على الكون تشرقُ
بعض ضيائي
و حين سمعتكِ
حينَ رأيتكِ
حين التقينا
تهاوى غروري
تبدد نوري
تبعثر كلي
فؤداي
مدادي
حروفي
شعوري
فماذا ألملم
من أين أبدأ
كيف الختام !
و انتِ
أنتِ الرواية
متن الحكاية
سحر الكلام
فهلاَّ استمعتِ
إلى طفل قلبي
و ضميهِ
يهمي بدمع الغمام
و لا تغضبي
إن رأيتِ على شفتيه
نساءً
خطفنَ قصائدَ عشقٍ
و قبلنه و ادعينَ الغرام
فقد كنت وحدي
أسامر حزني
و دمع اليتامى
يمزّق جفني
و كنت أفتش عن قلب أنثى
ألوذُ به من عذابي
و إذْ بي بلاداً
تهاجر بين المنافي
و أبحث عما ترين بعيني ،،،،
لماذا يرونكِ
وحدي
من يعرف الزهر
كيف يُدارى
أغارُ
إذا ما تناثرتِ شعراً
يواسي السهارى
و أكرهُ كل الذين رأوكِ
و صاروا نزارا
تأخرتُ !
أعلمُ
لكن أحبكِ
و القلبُ دونكِ يحيا احتضارا
و أعلمُ أنَّ المسافة بيني و بينكِ
تزداد دمعاً
و أخشى بأنيَ
لا أستطيع اختصارا
فمُدّي يديكِ
خذيني إليكِ
و عنْ مبسمِ الفَجرِ
فكّي الحصارا
حملتُ سنيني
و رحت أفتش عما فقدتُ بأوراق نزفي
و أمكثُ في الذكرياتِ طويلاً
أقلّب كل الحروفِ
هنالكَ شيءٌ يثير جنوني
فهلْ كانَ أنتِ ؟!
نعمْ كانَ أنتِ !
لأني مررتُ بكل المواسمِ
كلّ الحقولِ
و كلّ الزهور
و ما كنت أغفلُ
عن مثل عطركِ
أين اختفيتِ ؟!
أيعقلُ أن السماء
أحبتك قبلي
أيعقلُ أن الغيومَ
أحبتكِ مثلي
تُرى هل خبأوكِ
و حين ارْتَوَوْا من حنانكِ
لِيْ أمطروكِ
مددتُ شراعي
و أبحرتُ في ألف عينٍ
و عن مثلِ عينيكِ
لم يُخبروني
ملامحُ فجرٍ
بدايةُ عمرِ
و نبضٌ يعاندُ
ريح المنونِ
دعتني
لأشدو
لأحيا
لأسمو
فأذكتْ عروقي
و لبت عيوني
و إذْ بفؤادي
كطفلٍ بصدري
رآكِ الحياةَ
و ناداكِ كُوني
( هو الشعر قلبيْ )
لأجلكِ
علمته كيف يحيا
لأجلكِ علّمتُ قلبي الغرامْ
هو الشعرُ كأسيْ
إذنْ
إنْ سمعتِ القصائدَ
صُبّي المُدامْ
© 2024 - موقع الشعر