طريق الإكتمال - لطيفة حساني

لقد عشتُ الصروفَ ولم أكسَّرْ
كجذعِ النخلِ: ما بالريحِ يُبتَرْ
لعلِّي للسعادة سوفَ أعبُرْ
وأنسى ما اعتراني مِن تكدُّرْ
 
لأنَّ المجدَ يأتي بالنِّضالِ
 
طويتُ الأمسَ والذكرى القديمهْ
لأنسى صفعةَ الدهرِ الأليمهْ
فيافي القلبِ هجفاءٌ سقيمهْ
وما عنَّت مدى الأيامِ دِيمهْ
 
ولكنْ حُلْمُ قلبي في اتصالِ
 
أتيتُ بثغرِ أيامي سؤالا
بحَيرتهِ أرى الدنيا ثُمالهْ
يبعثرُ في قرائحها انشغالا
ويُوْدعها لأفكاري احتِمالا
 
وما وصلَت لما يهفُو ببالي
 
تشرِّدني غياباتُ المرايا
وتسلُبني تخاريفُ الصبايا
ويعبرُ ألفُ رمحٍ في حَشايا
إذا عنَّت لذاكرتي الحكايا
 
ويُذْكي الأمسَ أوصابُ اللَّيالي
 
وأصبرُ إنَّ في صبري ارتقاءا
إذا الرحمنُ كلَّفني ابتلاءا
وما معنى المعذَّبِ إن أساءا؟
يمرُّ ممرَّ جيلٍ قد تناءى
 
وما ربِّي عن العاصي بِسالِ
 
دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ
ولا تيأس إذا ناءتْ وناؤوا
تعلَّم إن تبنَّاك العناءُ
فدَربُ الجنةِ العُليا شَقاءُ
 
ويا حظَّ الذي نالَ المعالي
 
على رُوح الطفولةِ قد تنامى
ربيعُ الروحِ، والنَّعناعُ قاما
يحاورُ من صدى حُسني الخزامى
يضوعُ ليملأَ الدنيا ابتِساما
 
لعلِّي أشتري بعضَ الكمالِ.
© 2024 - موقع الشعر