حزن اليتيمة - لطيفة حساني

تثاقلت خطوتي للقبر يجذبني
أمس تضرّمه من خافقي آهُ
 
بكيت ملء سنين العمر يرجعني
من نعمة الصبر إسعاد ألفناهُ
 
ياعيد راح أبي لا تنتظر فرحي
فقد لبستَ سلابي مذ فقدناهُ
 
يا كل شيء أبي للبيد أودعني
فكل شيء هنا كانته عيناهُ
 
صغيرة نثر التوديع خطوتها
فلا دلال ولا عز ولا جاه
 
خذني إليك فأنت الروح يا أملي
قد صار نبضي على الأجداث مسراه
 
ياعابر القبر خفف هاهنا خلدي
تحت التراب فوقع الخطو أدماه
 
يالحد مهلا محيا والدي نظر
لا تنثر الترب في حسن عهدناه
 
أيلول ياخطوة الأحزان كنت بنا
رحيل من كانت الأحداق مغناه
 
قد كنت أنظر للدنيا بمقلته
واليوم غاب وولى ما هويناه
 
في كل ركن أرى طيفا له ألقا
يزلزل القلب كم يفني بقاياه
 
ذهبت يا أملي المقطوف من خلدي
نياط قلب خريف الموت أذواه
 
 
 
 
 
 
 
 
يبعثر الحزن أوراقي لتجمعها
كف الخريف بوهم ضل مسعاه
 
ماتت جمالي على صحراء قاحلة
وصرت تائهة ياليت ألقاه
 
فلا الإياب لدفء الدار يرجعني
ولا الذهاب يريني من عُدمناه
 
وأوهم الروع أن ألقاك يا أملي
في كل شبر يئن الصوت ويلاه
 
كبوت أغمض جفني عن فراغ غدي
والحزن حدد في الأحشاء مرماه
 
أفر من ضرم لألتقي ضرما
تعيد نيرانه ما كنت أخشاه
 
ما كان يظهر آلاما بحضرتنا
كي لا نعاني مصابا كان يغشاه
 
الثغر يضحك واللحظات ذاوية
تعانق الموت إسعادا بلقياه
 
في التاسع المر من أيلول طوقنا
حرمان عمر غدونا من ضحاياه
 
ثمان أشهر مرت عن رحيل أبي
ولا تزال بكل الكون أصداه
 
فكيف أنسى الذي ماكان يحرمنا
ويحرم النفس مما كان يهواه
 
سعادة الكون في عينيه قد وضحت
في ليلة الموت بشرا قد لحظناه
 
حزن اليتيمة نار ليس يطفئها
إلا الرضا بقضاء سنه الله
 
أستغفر الله من حزن تملكني
فأشرف الخلق غطى القبر سيماه
 
محمد خير خلق الله ناء به
موت كما كانت الألحاد مثواه
 
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
© 2024 - موقع الشعر