الشاعر والفكرة - جليلة رضا

تعالي إنني يقظى أجوبُ البيتَ في حَيْرَةْ
 
ونامَ الناسُ لكني سأطوي الليلَ مُنْتَظِرَةْ
 
تركتُكِ منذ أيّامٍ لتكتشفي رُؤَى الكَوْنِ
 
وأطلقت الجناحَ الحرَّ نَحْوَ عَرَائِسِ الفَنِّ
 
تعالي .. والْمَسي كَتِفِي وَعُودِي الآنَ ... يا فِكْرَةْ .
 
 
تركتكِ تعبرين البحرَ نحو الضفةِ الأخرى
 
تُرَى أعرفتِ سرَّ الغابِ ، سرَّ النجمةِ الحيرى
 
تُرَى أضممتِ - سيدتي - ضياءً قَبَّلَ الوردة
 
وهل حُمِّلتِ أعماقاً وظِلاً يؤنسُ الوحدة
 
وهل هبطَ الجناحُ على جبالِ عوالمي الكبرى ..
 
 
تُرَى أشربتِ من نبعٍ رحيبِ الصدرِ مغداق
 
وهل حلَّقتِ في أفقٍ يفوقُ مداهُ آفاقي
 
وهل أوغلتِ سادرةً وراءَ الغيهبِ المبهم
 
وعرَّيْتِ الهوى المستورَ تحتَ جوانحِ البرعم
 
تعالي .. إنني يقظى ، معي قلمي وأوراقي ..
 
 
تعالي وامنحيني الوَحْيَ في صِدْقٍ وحريّة
 
تعالي وارسمي للعقلِ لوحةَ فَنِّهِ الحيّة
 
سأبدأُ رحلةَ الكلماتِ والتصويرِ والمعنى
 
سأسبحُ في بِحَارِ التيهِ ، أغزو الكَيْفَ والأَيْنَا
 
سأدخلُ معملي السحري حيث أُشِيدُ أغنيّة .
© 2024 - موقع الشعر