بين الجبال الصناديد

لـ شائم الهمزاني، ، في الوطنيات، آخر تحديث

بين الجبال الصناديد - شائم الهمزاني

بين الجبال ؛ الراسيات؛ الصناديد
شرق الهضاب.. وغريي اطلالهنَّه

العصر:في ظل الجبل نايف ؛ الحيد
سويت ؛ فنجالي وشفيت ؛ منَّه

ومديت ؛ شوفي مع مدى هايف الغيد
في فيِّة ؛ ذعذوعها ؛ لاعبنَّه

معها القميري شال عذب ؛ الأغاريد
ما أدري: عطاهن شوق وإلا ؛ عَطنَّه

في لحظةٍ ؛ ماله من الوقت ؛ تمديد
مشاعري ؛ في خاطري ؛ مددنَّه

قلت آه؛ يا صُمْ الصمود؛ الصواميد
الله ؛ من عصرٍمضى ؛ شيبنَّه

في جالهن ؛ سود الليالي ؛ تجاعيد
وتشوف ؛ كن اليوم ؛ ميلادهنَّه

لهن ؛ مع الأيام جودٍ ؛ وتجديد
مع زود ؛ عد أيامهن ؛ زودهنَّه

في صمتهن ؛ لماضي الوقت ؛ تجريد
وأحداث؛ ماضيهن ؛ في سرهنَّه

عن درب ؛ هاجرهن حيودٍ ؛ مصاديد
وإن جاء لهن ملجاه ؛ في جالهنَّه

يا كم ؛ شافن من سعود ؛ وتلاهيد ؟
علومٍ ؛ تهيل القلب ؛ لو هن ؛ حكنَّه

ويا كم ؛ شافن من كرام ؛ الأجاويد ؟
ويا كم ؛ صوتٍ باللحن ؛ جاوبنَّه؟

وكم ؛ واحدٍ باطرافهن ؛ لايَع الصيد ؟
يطرد ؛ هوى باله ؛ وهن ؛ عذبنَّة

وكم ؛ ضايقٍ ؛ يِرقب على زامي ؛ البيد
وعقب التوجِّد ينحدر ما شفنَّه؟!

ما كن؛ فيهن داج عنتر؛ وآبا زيد
في ما مضيٍ ؛ يا ليتهن ؛ سولفنَّه!

ولا كن ؛ فيهن ثار ملح ؛ البواريد
ولا كن ؛ فيهن عاشقنٍ جر ؛ شنَّه!

ولا كن ؛ ساجن بالمجر ؛ المعاويد
والغرب؛ غربلهن ؛ وهن ؛ غربلنَّه!

بذيك ؛ الهدام الخاربات ؛ المهاديد
للعز ؛ يا سواعدٍ ؛ شيدنَّه

ما كن ؛ فيهن صفِّفَن ؛ البغاديد
ولا كن ؛ حَيٍّ داج ؛ بديارهنِّه!

من عصر (عيسى قيس شمر) شواهيد
ومجد (آل بعيِّر) بالجبل شاهدنه

(ستة قرونٍ) دام عز الأواليد
(شيخان نجد) أهل العطاء والأسنة

أهل الثرياء والثرى بالتواكيد
قولْ وفعلْ بأهل الضُفَر والأعنه

سلالة (آل بقار) قبل (المقاريد:
اللي بهم عز الجبل خاب ظنه)

ناسٍ بشامخ مجدهم جابوا (العيد)
و(جبال شمر) عهدهم ودعنِّه

من العالية تحدروا بالتناكيد
وأيامهم سود الليالي نسنَّه

كلٍ يْريدْ ؛ ويفعل الله ؛ ما يْريد
والمرضي ؛ إن تْغيِّر؛ الوقت ؛ سنِّه

سبحان ؛ من يبدى به الخلق ؛ ويْعيد
أمره ؛ بكاف ونون ؛ من غير ؛ منِّه

مناسبة القصيدة

لحظات تأمل واسترجاع لأحداث الماضي فيما بين جبال شمر الوردية (أجا وسلمى ورمان) في الشرق عن جبل أجا ؛ الذي يسمونه العرب (منَّاع) لحصانته ومنعة أهله ، وإلى الغرب عن أطلال (بلدة قفار) التاريخية ، كما تبدو بقايا أسوارها الضخمة ، وأحيائها ، وأثلها المعمر ، ومقابرها ، وقصورها الضخمة وقلاعها التي تروي بمعالمها قصة مجد (حكام آل بعيِّر) لاسيما في عهد شيوخ (آل بقار) مثل قصر وقلعة الشيخ غياض بين ليلي آل بقار ، وقصر فريح آل بقار ، وقصر كريم سبلا وغيرها ، وهم من سلالة الزعيم والقاضي الطائي الجاهلي المشهور (قيس بن شمر) الذي تغنت بشمائله الركبان ، وهو من رفع راية طيء كراية إلزام للتحالف أمام من لا يرفعها من طيء أو غيرهم من القبائل الطامعة في الجبلين ، وقد انتصر حلفه وهاجر الآخرون إلى الشمال وإلى أفريقيا (هجرة طيء الأولى) ففيهم سلالة الرئاسة التليدة في طيء ، وفيهم الزعامة والفصل في الحدين السيف والعرف ، ولهم المقلدات في السلم بين قبائل العرب ، وجدهم الأدنى ذلك القاضي والحاكم الداهية الشيخ عيسى بن أجود الذي قام عليه حلف شمر عندما رفع راية شمر كراية حلف إلزامي وانضم إليها من طيء وغيرها من انظم أمام بقية فروع طيء الأخرى مثل بني لام ـ الفضول وبني صخر وغيرهم فانتصر حلف شمر وهاجر الآخرون إلى الشمال (هجرة طيء الثانية) ، وقد استمر لهم الحكم والسلطان العرفي في جبال شمر وما حولها حتى انتشار الدعوة الوهابية التي أسقطت كل النظم العرفية وأكبرها حكم آل بقار وآل عريعر ، ذلك حينما جعلت منهم حكاما طاغوتيين يحكمون بغير ما أنزل الله ، وكفرتهم فانقلبت الناس بدعم خارجي عليهم وانشقوا وتحاربوا ، وبالنسبة لحكم آل بقار حصلت فتنة عظيمة بين شمر وخاصة بين آل أسلم وحتى بين (آل بعيِّر) جماعة الحاكم الشيخ كريم سبلا آل بقار ، حينها عندما انشقوا إلى صفين متصارعين ، تبلورا أخيرا في حلف الجرباء وحلف الصايح ، وقد انتهت بانتصار الدعوة الجديدة ، ودخول منطقة جبال شمر ضمن الدولة السعودية الأولى ، وهجرة آل بقار وآل البعير ومن معهم إلى العراق والشام ولا يزالون ، حصل ذلك بعد معركة العدوة الشهيرة عام 1205هـ بعد مجد عتيد يضرب في أعماق التاريخ ، لقرون وقرون ، ويحكي الأساطير عن شوامخ الهامات وعظيم المواقف ومكارم الأخلاق لدى خيالة الشعبتين أهل الصولة والجولة والمنعة والحمية والفزعة وسادة المقلدات في الحكم العرفي منذ ما قبل الإسلام وإلى يومنا هذا بالرغم من تلاشي سلطانهم إلا ان مكانتهم القبلية لا تزال كما كانت فلهم الصدر بحسب العرف القبلي بين شيوخ القبائل .
© 2024 - موقع الشعر