الطفل الباكى - باسم عبدالحكيم عيد

احدى القصائد المهمه لشاعر الجيل باسم عبد الحكيم
 
طفل حزين
 
قلمي يُسطِّر للورى كلماتي ..
ودليل صدقي يا أبي عبراتي
طفل أنا لكن في قلبي لظى ..
يبدو على لغتي على قسماتي
 
 
طفل وأحمل عزتي فتعلَّمي ..
يا أُمة سكتت على مأساتي
طفل ولا أخشى الردى فتشجعي ..
يا أُمة مشلولة الحركاتِ
طفل وأرسم منهجي يا أُمتي ..
فتقدَّمي سيري على خطواتي
النار يا أبتاه تحرق مهجتي ..
وتحُط من جهدي ومن عزماتي
عبث اليهود في البلاد وأفسدوا ..
هدموا البناء وأحرقوا شجراتي
قتلوا أخي وأنا أراه فلا تسَل ..
قلبي عن الآلام والحسراتِ
قتلوا العفاف وشوّهوا جثمانه ..
لله كم صرخت هنا أخواتي
سلبوا دياري واستباحوا منزلي ..
ومُنعت من رَوحي ومن غدواتي
أسروك يا أبتي وفُرِّق شملنا ..
فتكسَّرت في خاطري حسراتي
أنا لست أنسى وجه أُمي حينما ..
رحلوا بنا ليُجرِّبوا قدراتي
وجدي عليها حين يعصرها الأسى ..
شوقاً إلى لعبي إلى بسماتي
وجدي على أُمي إذا ما جنَّها ..
ليل وما استمعت إلى ضحكاتي
ما حالها بعدي وما حالي هنا ..
حرَّى وربِّي يا أبي زفراتي
ويزيد من ألمي تخاذل أُمتي ..
عن نصرتي في أعظم الأزماتِ
أوَ ما ترق قلوبهم لمصابنا ..
أوَ ما يرون مذلّتي وشتاتي
أوَ ليس تنقل ما جرى أقمارهم ..
أوَ ليس تطرق سمعهم صرخاتي
أوَ ما يؤرِّقهم ترحُّم طفلة ..
وأنينها في الأسر في الظلماتِ
صور تُشيِّب مفرقي ما بالهم ..
ألقوا عليها أتفه النظراتِ
رفع العباد لربهم حاجاتهم ..
وأنا إلى ربي رفعت شكاتي
حيٌّ أنا لكن روحي مُزقت ..
فأنا أُشاهد في الحياة مماتي
حيٌّ وأنتظر الممات فربمّا ..
أقضي ولم تبلغ أبي أبياتي
والله ما أخشى الممات فإنه ..
شرف فهلاَّ تسرعوا بوفاتي
ماضٍ وإن رفض الأحبة نصرتي ..
فأنا بربّي لا تلين قناتي
يوماً ستبصرني أقود جحافلي ..
وتقودني نحوَ الردى نقماتي
سأعود يوماً للديار أُعيدها ..
للعز حتى لو بذلت حياتي
اليوم أُخرَج من بلادي صامتاً ..
وغداً أعود لتسمعوا كلماتي
© 2024 - موقع الشعر