و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ - ابن خفاجة

و مقنّعٍ بخلاً بنضرة ِ حسنهِ
أمسى هلالاً وهو بدرُ تمامِ

قبّلتُ منهُ أقحوانة َ مبسمٍ
رَقّتْ وَراءَ كُمامَة ٍ لِثُمامِ

ولَثَمتُ حُمرَة َ وجنَة ٍ تَندى حياً
فكرعتُ في بردٍ بها وسلامِ

وبكلّ مَرقَبَة ٍ مَناخُ غَمامَة ٍ،
مثلُ الضّريبِ بها لِحاحُ لُغامِ

رعدتْ فرجعتِ الرغاءَ مطية ٌ
لم تدرِ غيرَ البرقِ خفقَ زمامِ

أوحتْ هناك إلى الرُّبَى : أن بشّري
بالرّيّ فَرعَ أراكَة ٍ وبَشامِ

و كفى بلمحِ البرقِ غمزة َ حاجبٍ
و بصوتِ ذاكَ الرعدِ رجعَ كلامِ

في لَيلَة ٍ خصِرَتْ صَباها، فاصطلى
فيها أخو التقوى بنارِ مدامِ

و أحمّ مسودّ الأديمِ كأنّما
خلعتْ على عطفيه جلدة ُ حامْ

ذاكي لسانِ النّارِ، بَحسِبُ أنّهُ
بَرقٌ، تَمزَّق عنهُ جَيبُ غَمامِ

فكأنّ بَدءَ النّارِ، في أطرافِه،
شفقٌ لوى يدهُ بذيلِ ظلامِ

© 2024 - موقع الشعر