أحزان مترفة - عبود سمعو

للصبر آياتٌ عظامٌ قد علتْ
جِيد النجومِ وقلدت آهاتي

والوغد ينهش من ضلوعِ بلادنا
والكلّ ينظر ما بها مأساتي

سالتْ على كلِّ الجهاتِ دماؤنا
والقدسُ تلبسُ ثوبها أنّاتي

كنّا وكانتْ أمةً مرهوبةً
صرنا وصارتْ من حُطامِ فُتاتِ

يا أمّتي كم أثخنتْ أحلامنا
جرحاً علا فتحدّرت دمعاتي

أحببْ بجرحٍ باتَ يُنزفني منىً
ليشيدَ بينَ سيولها جنّاتِ

ورعيلِ شوقٍ ها هنا بقريحتي
يتسابقُ الفرسانُ بالّراياتِ

أسْرجتُ أوراقي كأنَّ صهيلها
أصواتُ قعقعةٍ تثيرُ كُماتي

يا قدسُ معذرةً وعذراً هل وفتْ
أشعار متْبولٍ على الورقاتِ

من حلمي الحافي بنيتُ قصيدتي
تاءُ الرّويِّ تعاتبُ الدّفقاتِ

ما حيلتي أبناء أمّي غي ..
رَ شعري والمنى أألامُ في عبراتي

فأودُّ لو أبني خيامَ قصائدي
من مسجدٍ لكنيسةٍ بدواتي

لألملمَ الأحزانَ من محرابها
وأكحلَ الأجراسَ للصلواتِ

وسأقطفُ الليمونَ من راحاتها
وأزيّنُ الشفتينِ والوجناتِ

كم دمعةٍ مُزجتْ وألوانَ الأسى
كم أشرقتْ كغروبها لوحاتي

اكتبْ ودوّنْ أنتَ يا شعبي على
جدرانِ روحي نيلنا وفراتي

أحلى قصائدِ شاعرٍ تمتمتها
والشعرُ إنْ صدق القريحةَ آتِ

مأتاهُ من بحرٍ تلهفَ للقى
لقياكِ ياأُحدوّةً لحياتي

أشعلتُ ألفاً من نجومِ مدائني
وبقيةَ الآلآفِ محزوناتِ

لمآذنٍ تبكي قُبيلَ سجودها
درويشنا وتصبرُ الكلماتِ

يا مترفَ الأحزانِ يا قلبي ألا
ابشرْ بمن سيبددالظلماتِ

باللهِ من غيرُ الشآمِ يعيدها
معتزةً وييممُ العتباتِ

© 2024 - موقع الشعر