ما قبل الشفق - عبود سمعو

للمرّةِ الأولى وقعتُ وحبُّنا
كقصيدةٍ تحتاجُ للعنوانِ

عيناكِ يا حبّي المفدى نجمةٌ
بسقوطها تتفجرُ العينانِ

هذي الشّفاهُ محرْماتٌ واللظى
متعطشٌ كي يُلهبَ الخدانِ

يا قيسُ قمْ لوحْ بأشعارِ الهوى
فالشعرُ يُنسى فهل تنساني

شرقيةُ الحسِّ الجميلِ وروعةٍ
وروائعٍ تجني على الولهانِ

قلبي محطُّ سهامها يا حبذا
مَن أغمدت بسيوفها شرياني

اليومَ صرتُ كجثةٍ تنمو هنا
فوق الدفاترِ ،لا ثرى الأوطانِ

أُسقى رحيقَ الشوقِِ خمرَ حنينينا
وقصائدي سكرى على ديواني

أمحرمٌ دقُّ الكؤوسِ سلافتي
وسلافنا من خشية الرحمنِ

ربّاهُ هل أذنبتُ إذ في الشعرِ قد
أنزلتُ مرساتي على الشطآنِ

المدُّ ها قد راح يسحبني إلى
ضفاتها لدقائقٍ وثواني

والجزْرُ ها قد باتَ يرجعني إلى
سفني طريداً في دنى الأحزانِ

لا تحزني صفصافةَ الأحلام إنْ
هزّتْ رياحُ الخوفِ غصنَ أمانِ

وتذكري أنّي تركتُ بيادراً
زادتْ وفاءً للوفاءِ تهاني

أقسمتُ بالله العظيمِ بأنْ أفي
في حبِّ مَن ملئ الفؤادَ أماني

وأكونُ للذكرى محافظها ،سلي
قلبي وشعري كم صبرتُ أعاني

أودعْتِني بمدينةٍ كسفينةٍ
بيروتَ يا شعري منارُ زماني

ومدينةً تشقى لترضي غيرها
للهِ درّكِ ما أرق جُماني

هزّي عيون الأرزِ نرشفها معت
عقةً دموع الأرزِ بالريحانِ

© 2024 - موقع الشعر