أطفالٌ من العشب - حسين عتروس

لقد جئنا نعانقها
بهذا الحبّ في الدّنيا

فهل ترضى بنا شوقا
لفجرِ الحبّ في المحيا

ظلام الليل في غَسَقِي
كزيتونٍ بها رَمَقِي

فملْحُ اللّيلِ في هُدُبي
كرؤيا الصالحِ الفَلَقِ

تَنالينَ بنا أَدَبا
فمدّي وصْلَنا أمدا

فأنسامُ السّلام لكِ
تؤدّيه الطيور مدى

كتمنا السّرّ من عهدٍ
وحان الوقت أن نُبدي

بساتينا من الحبّ
وجنّاتٍ من الوردِ

فهذا الدّهر يا أسفي
يبيض الظلمَ في عَسَفِ

فكم دان له عبدٌ
لغير المنطقِ الدَّنِفِ

فكم دمعٌ من الجوع
رأيناها بلا وَجَعِ

وأطفالٌ من العُشْبِ
قهرناها بلا لَوَعِ

وكم حارت بنا السُّبلُ
نجاريها فلا أملُ

نعانقها، ولا نَرِدُ
فلا ريٌّ ولا وصْلُ

طريق الصبح في أدبي
رُشَيْفاتٍ من القُرَبِ

أغشِّّيها وتغشاني
بأشعارٍ من الصّبَبِ

© 2024 - موقع الشعر