احتمالات العشب - محمود محمد الشلبي

غازلتني النوارس في عشب عينيك ،
 
يا مهرة الريح ،
 
فاستمطري المزن ،
 
ثم استريحي .
 
الفضاء الذي أشعلته ذراعاك ،
 
بالأمس حط على شرفة ،
 
للزمان الشحيح .
 
والمساء انحنى ..
 
باسط القلب للنهر ،
 
والنهر صعد طرف اللغات ،
 
إلى نيزك البحر ،
 
وأشتد نزف الجريح .
 
تلة من ندى ..
 
أعشبت في اخضرار المدى ...
 
قال طيف – تشجر بين السماوات ،
 
والأرض ..
 
هذا ضريحي .
 
***
 
آه رف الفضا عندما .
 
حين مد الشهيد مناديله للسما .
 
أنه جسدي ...
 
أو غدي ..
 
شجر ..قمر في الضلوع احتمى .
 
وبلادي التي خبأت نسلها كوكباً ..
 
في مسيل الدما .
 
فتحت دفتراً.
 
والأسى برعما.
 
فادخلي وجعاً .
 
وأخرجي بلسماً .
 
و انزلي مطلعاً .
 
وأصعدي سلماً .
 
أيقظت حلمها الأرض ، كي نلتقي ...
 
مرة ، آه .. لو نلتقي !!
 
دارت الأرض دورتها
 
في المدى المرهق .
 
شاهدت حلمها يخلع القيد ،
 
يمضي إلى آخر الشوط ..
 
كي نرتقي .
 
***
 
قال لي :
 
عاودتني الجراح القديمة ...
 
والنبض حن إلى نبعه في البلد .
 
( والزنازين ) لم تألف الضوء جدرانها ...
 
فاختفت في الجسد .
 
والزمان انحنى بين قوسين :
 
قوس الحديد ، وقوس الزبد .
 
أي شيء ترى يا أخي ،
 
حرقة .. فرقة ..
 
أم تراه الكبد؟!
 
قلت: لا شيء ..لا شيء...
 
أستغفر الله في غربة ..
 
ضيعتها الجهات ..
 
وما ضاع منها أحد .
© 2024 - موقع الشعر