فلتخدعي كي أستفيق من الهوى - مديح أبوزيد

مَنْ أنتِ حتى تخدعيني يا دُمى
إني أراكِ كنقش رمل لا يبين

ما أنتِ إلا بعضُ حرْفٍ صُغْتُهُ
توَجْتُ اسمكِ بين كُلِّ العالمين

لا ؛ هلْ تظُني أن ذلك هزَّني ؟
فلقد صنعْتُكِ يا أرقَّ الخادعين

ماذا فعلتِ لكي تتيهي بالهوى ؟!
أنت التي أحرقت ما نسج الحنين

قولي بأني قد رفعتُكِ للسما
ولئن أردتُ محوتُ كِبرَكِ من سنين

لو هامَ كُلُّ العاشقين بقُربكم
ألفيتُ شخصَك في سرابِ الهالكين

لكنَّ حُبى قد أعادكِ للعلا
نقشٌ تسطَّر في خيال الحالمين

فلتخدعي كي اسْتفيقَ من الهوى
ولتُنْشدي أنشودة الغدرِ المُبين

هذي سهامُ الغدرِ تحملُ بصمةً
للشاربين كئوسَ جرح العاشقين

لا تحسبي أنِّي كسيرٌٌ بعْدكُم
أنتِ الكسيرةُ في زمانِ الواهمين

لا تأتني أو تنظريني تذلُّلا
إني كتبتُك في كشوف الهاربين

بل أنتِ عنوانٌ لرحلة هاربٍ
لم يرْوه ماءُ المحبة والحنين

وبطاقةُ السفر الذليلةِ لونُها
دمعٌ تلطَّخَ بالدماءِ وبالأنين

كُلُ القصائدِ دُمِّرتْ بل حُرِّقتْ
ومحوتُ اسمكِ من أكُفِّ الكاتبين

عُودي إلى جُحْرٍ كقلبك مُقفلٌ
يا صفحةَالماضي الأليم المُهين

© 2024 - موقع الشعر