لا النور نور ولا الاظلام اظلام - النابغة الذبياني

قالت بنو عامر: خالوا بني أسدٍ,
يا بؤس للجهل, ضراراً لأقوام

يأبى البلاء, فلا نبغي بهم بدلاً,
ولا نريد خلاء بعد إحكام

فصالحونا جميعاً, إن بدا لكم,
ولا تقولوا لنا أمثالها, عام

إني لأخشى عليكم أن يكون لكم,
من أجل بغضائهم, يوم كأيام

تبدو كواكبه, والشمس طالعة,
لا النور نور, ولا الإظلام إظلام

أو تزجروا مكفهراً لا كفاء له,
كالليل يخلط أصراماً بأصرام

مستحقبي حلق الماذي, يقدمهم
شم العرانين, ضرابون للهمام

لهم لواء بكفي ماجدٍ بطلٍ,
لا يقطع الخرق إلا طرفه سام

يهدي كتائب خضراً, ليس يعصمها
إلا ابتدار, إلى موتٍ, بإلجام

كم غادت خيلنا منكم, بمعتركٍ,
للخامعات, أكفاً بعد أقدام

يا رب ذات خليلٍ قد فجعن به,
وموتمين, وكانوا غير أيتام

والخيل تعلم أنا, في تجاولها
عند الطعان, أولو بؤسى وإنعام

ولوا, وكبشهم يكبو لجبهته,
عند الكماة صريعاً, جوفه دام

© 2024 - موقع الشعر