دَلاَئِلُ الرَّحْمة - احمد البقيدي

يا من تبارك عزة وجلالا
وحبا الوجود نَضارة وجمالا

آياتك العظمى دلائل قدرة
عبْر الزمان تذكّر الأجيال

تَذر المحال حقيقة في لحظة
كّنا نرى التفكير فيه خيالا

فسماؤنا ببروجها أنت الذي
أرسيتَ فيها أنجما وهلالا

وَشحتَها- حُسْنًا-مصابيحَ السنى
فَبَدَتْ عروسا تَرْقُبُ الآصال

ونثَرت في العلياء مُزنك نافعا
فانساب غيثا نافعا هطالا

أحييتَ أرض الخصب بعد مواتا
فَتَزَيَّنَتْ بقطوفها أشكالا

وحياتنا أخرجتَها من نطفة
أودعتَها رَحِمَ الأنام طوالا

من كان يدري أن عالق نطفة
أمشاجها قد تنجب الأبطال

والنحل في القرآن معجزة الشفا
تعطي شرابا سانغا وحلال

مَن أَلْهَمَ النمل إدخار مؤونة
مَن هيأ الأسباب والأعمال؟

الله رب العرش بالغ حكمة
مَن لًمْ يلد كفؤا له ومثالا

سبحانك اللهم أنت رجاؤنا
تَهَبُ العطايا يمنة وشمالا

أنت السلام إذا المواطن فُجِّرَتْ
أو زُلْزِلَتْ من تحتنا زلزالا

أنت الملاذ إذا النوائب أَقْبَلَتْ
كالعاتيات تكثف الإنزال

أنت المجير إذا القنابل سُجِّرَتْ
وغَدَتْ تُحَرِّقُ صِبْيَةً ورجالا

مَن للطغاة سواك تَمْحَقُ شرهم
تُعلي الحقوق وترشد الضُّلال

وترى دموع ليلنا فَتُحيلها
بسماتِ صبح مشرق يتلالا

وترى عليل الجسم ليس بدافع
كأسا سقته سآمة و ملالا

حتى إذا بعناية أدركتَه
ورويتَه لَبَنَ الحياة زلالا

ونخال بين الموج حتفنا شاخصا
لا مَن يقدم للنجاة حبالا

فإليك تتجه الأكف ضراعة
وإليك نشكو البث والأهوال

فلئن منحتَ فإن جودك وافر
تحيي الحياة و تبعث الآمال

ولئن منعتَ فإن عبدك واهن
ضَجِرُُ، يعاني الفقر والإقلال

فاٌلطفْ بعبدك يا رحيما بالورى
واجعل عطاءك سترة وظلالا

واٌسلكْ بنا نهج الفضيلة والهدى
واجعل سديد كلامنا أفعالا

© 2024 - موقع الشعر