قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما - ابوتمام الطائي

قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما
يشبهُ المنعَ باحتباسِ الرسولِ

وافتَضَحْنَا عندَ الزَّبيبِ بِما صَحَّم
لديهِ من قبحِ وجهِ الشمولِ

فَاجَأَتْنَا كَدْرَاءُ لم تُسْبَ مِنْ تَسْم
نيمِ جريالها ولا سلسبيلِ

مِنْ عُقارٍ لا ريحُها نَفْحة ُ المِسْ
كِ ولا خدُّها بخدِّ أسيلِ

لا تهدى سبلَ العروقِ ولا تنسلُّ
في مِفْصَلٍ بَغَيْرِ دَليلِ

وهيْ نَزْرٌ لَوْ أنَّها مِنْ دُمُوعِ الصَّبم
لم تشفِ منه حرَّ الغليلِ

وكأنَّ الأناملَ اعتصرتْها
بعدَ كَدٍّ مِنْ مَاءِ وَجْهِ البَخِيلِ!

احتِسَاباً بّذْلتَها أَمْ تَصدَّقْ
تَ بها رحمة ً على ابنِ السبيلِ ؟!

قد كتبنا لكَ الأمانَ فما تُس
أَلُها عُمْرَ ذا الزَّمَانِ الطَّوِيلِ

كَمْ مُغَطَّى قدِ اختَبَرْنَا نَدَاهُ
واعتَبَرْنَا كَثيرَهُ بِالقَلِيلِ!

© 2024 - موقع الشعر