مسلةٌ من دموع.. - عمر عناز

عندما طوّفت بصدري الخيولُ
أيقظ الفجرَ في العيون
 
الصهيلُ
دسّت الشمسُ في قميصي سِفرا
 
من ترانيم
 
نضحُها زنجبيل
فتناسلتُ في ضفاف الحكايا
ومضَ دمعٍ
 
يشعُ منه الأصيل
كان عمري عشرين ألف انشطار
تحتَ شمسٍ
 
يصوغها المستحيل
كنتُ في خاطرِ المواويل لحنا
 
يختبي خلفه
 
سؤالٌ خجول
الحماماتُ ريشها سنبلاتٌ
 
ملء روحي
 
إذ الحصاد هديل
أجرح الصحو باقتراف " لماذا "
 
هادنَ القحطَ في السماء الهطول
راكضا باتجاه مالستُ أدري من دروب
 
وليس ثمَّ وصول
باحثا عنك
 
مذ تبعثرتَ عشقا في زوايايَ
 
- أيها اللاأقول -
خارج النص أنت
 
أم في متوني
كحلُ معناك في السطور يسيل..
دغدغ الفجرُ أحرفي
 
فأفاقت في سطوري أيائلٌ،
 
ووعول
فاعبر الآن
 
إن آخر جسر بين ثغري وخدِّك
 
التقبيل
واسق عينيك من نزيف شؤوني
فشؤوني نزيفهن مهول
مذ تنفستُ عشبَ حبِّك يوما
هندس الزهرَ في دمي " أبريل "
أنتَ نصٌّ
 
ويختبي فيه نصٌّ
 
خلف نص تذوب فيه الشكول
وأنا القاريء البدائي
 
احبو بين جفنيك..
 
والمسافة جيلُ
 
شاكس الماءَ إصبعي
 
- ذات نهر-
 
فإذا الموجُ قاتلٌ وقتيلُ
وإذا الآه سلمٌ من حريق
 
أتهجاه
 
والمدى مغلول
ماسأعطيك؟
 
وجهتي لاامتدادٌ
وجهتي شارع طويلٌ.. طويلُ
لست تسطيع أن ترمّم حزني
 
بابتسامٍ
 
لأنني مخبول
إنني " ديوجين "
 
مازال يسعى- منذ دهر –
 
بكفّه قنديل
فانظر الآن من ثقوب سمائي
 
أيَّ حزن براحتيَّ أهيل
أيُّ كفّ تلم رمل اندهاشي
حينما الأرض في يدي تستطيل
أشعر الآن أن كليّ يدمى
فرط مافي الحشا تغوص النصول
( خلف ظهري كتائبٌ
 
وتجاهي
فعلى أي ضفتيَّ أميل )
إن ضدي يقاتل الآن ضدي
وبرأسي من الحروب طبول..
يالروحي
 
مدينةً من دخانٍ
سحب الموت في سماها تجول
ها أنا جاثم الأسى فوق بعضي
أحطب العمر
 
والسنون عويل
ايه ياصاحبي الجميلَ
 
لماذا لم تقل!!
 
أيها الأميرُ الجميل
ربما كنت قادرا لو بصدري أدفعُ الموج
 
حين تعلو السيول
ولأمت
 
حيث من تجاويفِ قبري
سوف يرقى إلى السماء
 
رسول..
...ثم ماذا حين انكسرت بلادا
وتشظّت على المرآيا
 
الفصول
كيف أنسل من قصائد حزني
والقوافي لهنَّ فيَّ صليل
والمسافات ياصديقيَ خجلى
 
والسماوات
 
نصفها مستقيل
أورق الهجر في عيوني حقلا من بكاء،
 
إن البكاء حقول
موجةٌ " دجلوية " فززتني"
 
أخبرتني أن الفرات عليل
 
أخبرتني
 
بأن طرف المها قد خانه الجسر
 
والبلاد طلول
أخبرتني
 
وأخبرتني
 
وغصّت بافتكار
 
طيوفه ترتيل
بافتكار
 
صُلبتُ فيه مسيحا
فوق رأسي من الأسى إكليل
في عيوني مسلّة من دموع ذابلات
 
يصوغهن الأفول
عثرت إحداهن بالضوء سهوا
فالكراريس ملؤها سلسبيل
موطني،
 
كان لثغة تتهجى..
أبجديات ماالمرآيا تقول
موطني كان فكرةً من عبيرٍ
يتندّى على صداها الذهول
 
ويقولون
 
أنه حين صلّى
شهق التمرُ
 
فاستفاق النخيل
© 2024 - موقع الشعر