ارتسامات لغيمة عابرة.. - عمر عناز

مِنْ فكرةِ الغَيمِ
 
كُنّا نَغزلُ المَطَرا
 
وَننفضُ الدمعَ عنْ أَحدَاقِنا
 
لِنَرى
كُنّا نُفتّشُ عَنْ ظِلٍّ لِضِحكتِنا
 
خلفَ النهارِ
 
وكانَ الوقتُ مُنكَسِرا
مُبَعثراً كانَ،
 
مَخموراً بأُغنِيةٍ
 
تَلعثَمَ الشّوقُ في أَوتارِها
 
فَسَرى
كَانتْ لنَا قَريةٌ أَنفاسُها وَرَقٌ
 
في دَفترِ الماءِ
 
إذ تطفو عليه قُرَى
وَمثلما أَدمعُ الفَيروزِ
 
كان لنَا حُلْمٌ
 
إذا الشمسُ ناغَتْ ظِلَّهُ اعتَذَرا
فَأَينَ ياقاربَ النسيانِ سِرْتَ بِنا
 
وَكيفَ جَرّحْتَ صدرَ البحرِ... فَانهَمَرا
هلا تَمهَّلتَ
 
فالكأسُ التي بِيَدي
ماأُفنيت خَمرُها
 
أَو لونها اعتكَرا
والشَّاهدانِ
 
شُحُوبِي
 
وَارتعاشُ يَديْ
فلا تَلُمْ مُدْنفاً بالعِشقِ إِنْ هَذَرا
إذ نصف حقل من الأحلام
 
في رئتي
 
شاخَ انتظارا،
 
ونصف في دمي انتحرا
أَرجُوكَ لاتبتَعدْ..
 
قَرِّبْ خُطاكَ
 
فَفِي قَلبي غَزالٌ مِنَ الأَشواقِ
 
قَدْ نَفَرا
وَخَلِّ بَيني وَبَيني
 
كَي أُنازِلَني
وَأَذبَحَ العُمْرَ قُرباناً لِمَنْ هَجَرَا
 
مَنْ عَرّشَ الآسُ في مِيناءَ أعينه
وَمَنْ لِعُشبِ التَّشهي في دِمَاهُ عُرَا
فَهْوَ الذَّي بذَرَ النَّعناعَ
 
في شَفَتِي
وَحِينَ سَاءلْتُهُ عنْ غَرسِهِ
 
نَكَرا
عتباكَ..
 
مَنْ يجتَني العنّاب
 
إِنْ كَبُرَا
وَمن يُلملمُ موجَ الرّوحِ
 
إِن هَدَرَا؟
ومن يخيطُ قميصَ الماءِ في نَهَرٍ
تَعثَّرَ الضوءُ في جُرفَيهِ
 
فَانكَسَرَا
 
بِاللهِ ياقاربَ النّسيانِ
 
كيفَ بِمَنْ
 
قدْ حَشّدوا في سَماهُ الدمعَ
 
وَالكَدَرا
مِنْ أَينَ يَهربُ؟
 
مِنْ أيِّ الدُّروبِ
 
وقَدْ تَشعَّبَ الموتُ في عَينيهِ
 
وَانشَطَرا
وَأَنكَرتْهُ غُصونٌ طالما افتُرِعَتْ مِنْ راحتَيهِ
 
وَصَاغَتْ ظِلَّها صُورا
فَيالَهُ مُوجعاً،
 
إذ كلُّ أَنمُله
 
خَانتْهُ
 
حِينَ رمى سِنّارَةَ الشُّعَرَا
فمَا تَصيَّدَ إلاَّ لَهفَةً
 
عَبَثتْ بِها الهَواجسُ
 
حين اشَّابكَتْ
 
زُمَرَا
وَحِينَ دارتْ بهِ الأَفلاكُ دَورَتَها
وَأَنبتَ الغيمُ في أَعتابِهِ المَطَرا
تَأبَّطَ الحُلمَ المُخضَرَّ جانبُهُ
وَسَارَ مِنْ خلفِهِ العُشاقُ
 
والفُقَرَا
© 2024 - موقع الشعر