يا ذا المسـاء - سعد المقبل

يا ذا المساء يا مستثير الحزيني
ساهر و حّرضته علي النهارا

كنك تذل العين عزي لعيني
و اخترتها من بّد كّل السهارى

و هّيجت ما بين المحاني دفيني
مثل الفتيل اللي قدح من شرارا

شرارةٍ تلعب بعقل الرزيني
يفتر قوي العزم منها فتارا

يوم أنها راحت سنينه سجيني
و قضى أسيرٍ في يدين النصارى

و سّجانه الملعون علجٍ سميني
وتعاقبوه مشددين الحصارا

وما به حدن حوله معين عويني
خّفف زمى كبدٍ تفوح المرارا

وعاش الوهم والهّم في كّل حيني
عزيز لكن من تولاه جارا

صّلى عسى يوم الفرج له يحيني
عقبن ترجى الموت بعده خيارا

و راحت حياته بين شّك ويقيني
ولا شيء من اللي قد تمناه صارا

هذي الحياة التالية من سنيني
أشوفها تاهت و ماتت عزارى

يا حاضرٍ رميتني في كميني
و يا مقبل أيامي فقدت المسارا

ما بين حلم و علم بيني و بيني
تحاربت بي رغبتينٍ كبارا

ليته يصير الحلم علمٍ مُبيني
و ليته يصير العلم حلمٍ توارى

لا يا المساء! أشعلت جوف الحزيني
ليتك تركت اللي توارى موارى

© 2024 - موقع الشعر