حضارة الشقاء - احمد البقيدي

لَمَّاالإله اسْتَخْلَفَ الانسانا
علمه الأسماء والبيانا

وفاه عقلا راجحا كي يمتطي
رَكْبَ العلا ويَخْدُمَ الأوطانا

ثم اصطفاه للورى من بعدما
أَلْفَاهُ شهْما عاقلا يقظانا

لكنه خان الرسالةََ التي
نِيطَتْ به واستصحَب الشيطانا

واٌشْتَطَّ في نهج الحياة ظالما
أوناصرا مستنصِرا طغيانا

هذي شعوب اٌنْهِكَتْ جوعا وما
مِنْ مُنْقِذِ أومُطْعِمِِ جوعانا

وأمة مغلوبة قد أُنْهِبَتْ
خيراتُها واسْتُنْزِفَتْ عُدوانا

طفولة محرومة تبكي فَمَنْ
للدمع، مَنْ يُبَدِّدُ الحرمانا؟

حَشْدٌ من الأجسام في تراكمِ ِ
دومًا يُكابد الطوى ظمأنا

ضلوعهم معدودة من فَرْطِ ما
جاعوا وباتوا في العَرا قطعانا

الحرب أَدْمَتْ خبزَهم ودَمََّرَتْ
مصانعا غذتهمُ الألبانا

هدي لصوص السِّلْمِ غَصْبًا ذَبَّحت
واٌسْتَحْيَتِ النساء والوِلدانا

باسم الحقوق الحق دوما يُزدرى
في عالم زاد الهدى نسيانا

واقترفوا في حقهم جرائما
ما أَنزل الحق بها سلطانا

ظنوا لهم حضارة مزعومة
فاسْتَرْخَصُوا الأخلاق والأديانا

ظنواالحضارة انغماسا في الهوى
أو أن يَبِيتَ جمعُهم سكرانا

ظنوا الحضارة ابتكارُ "مُوضَةِِ
أو مَلْبس يُبقي الفتى عريانا

واعجب فإن تَعْجَبْ لهم إذأتخموا
كلْب الخلا وجوعوا الإنسانا

إنْ كان هذا عنهم تَقَدُّم ٌ
فهْو الشقاء ليته ما كانا

إن الحضارة التي نَرْنُو لها
حضارة تُكَرِّمُ الإنسانا

تجعله عضوا نشيطا فاعلا
لا يائسا محتقرامهانا

تجعله ليثا قويا في الشَّرَى
وليس كبشا في الوغى قربانا

ما هكذا الرحمان أوصى خلقه
إِذْ حَرَّمَ التَأثيم و الخذلانا

يا أيها الإنسان دَفِقْ منهلا
يُحْيِي الحيا و لا تكن بركانا

مهلافهذي الأرض تجترُّ الأسى
ويحتسي سكانها الأحزانا

فالناس للناس إذا حُمَّ القضا
بعضا لبعض أصبحوا إخوانا

© 2024 - موقع الشعر