عِراقُ المجْدِ - محمود مهيدات

أَنَا بَغْدَادُ لِلعَرَبِ انْتِسَابَا
وَبِالإسْلامِ أَسْمو وَالسَحَابَا

فَلا أَخْشَى الكَوَارِثَ وَالعَوَادِي
بِهِمَّةِ كُلِّ أُمَّتِنَا احْتِسَابَا

وَلِي فِي ذِمَّةِ التاريخِ سِفْرٌ
من الأَمْجَادِ مَسْطُورٌ كِتَابَا

سَلُوا التَاريخَ عَنْ أَمْجَادِ قَوْمِي
فَصِدْقُ العَهْدِ يُزْجِيكُمْ جَوَابَا

سَلُوا الجُولانَ وَالأَغْوَارَ عَنْهُمْ
سَلُوا الفَيْحَاءَ عَنْهُمْ وَالهِضَابَا

بِأَرْضِ الأَنْبِيَاءِ لَهُمْ مَقَامٌ
إلى مَيْدَانِهَا قَادُوا الرِّكَابَا

رُبَى الأُردنِّ تَشْهَدُ بِافتِخَارٍ
بَأَنَّ رِجَالَنَا خَاضُوا الصِّعَابَا

تَأَلَّبَّتِ الجُمُوعُ لِشَنِّ حَرْبٍ
لِقَهْرِ عِرَاقِنَا مَهْدِ الغِضَابَا

وَحَاقَتْ بِالدِّيَارِ حُشُودُ كُفْرٍ
لِبَسْطِ نُفوذِ ظُلْمٍ وَانتِدَابَا

وَنَحْنُ اليَوْمَ لِلإِسْلامِ جُنْدٌ
نَشُدُّ عَلَى الزِّنَادِ وَلاَ نَهَابَا

وَنُبْقِي رَايَةَ التَوْحِيدِ دَوْمَاً
تُرَفْرِفُ عَالِيَاً فَوْقَ السَحَابَا

كَشَفْنََا عَنْ عُيونِكُمُ غِطَاءً
وَبَدَّدْنَا المَجَاهِلَ وَالسَرَابَا

وَبَانَتْ لِلشُعُوبِ رُؤوسُ غَدْرٍ
عَن العُمَلاَءِ مَزَّقْنَا النِقَابَا

فَرَاحَ المَارِقُونَ بِكُلِّ خُسْرٍ
وَفأْلُ الغَادِرِينَ نَبَا وَخَابَا

وَأَعْلَنَّا بِأَنَّ الجُبْنَ عَارٌ
وَدَمَّرْنَا الحَوَاجِزَ وَالحِجَابَا

وَغَامَرْنَا ، وَخُضْنَا الحَرْبَ نَبْغِي
لِأُمَّةِ يَعْرُبٍ مَجْدَاً مُهَابَا

وَلكِنَّا طُعِنَّا مِنْ رُمُوزٍ
بِكُلِّ ظَهُورِنَا غَرَسُوا الحِرَابَا

دِمَاءُ الطُهْرِ تَرْوِي كُلَّ شِبْرٍ
كَمَاءِ النَهْرِ تَنْسَابُ انْسِيَابَا

فَأَحْفَادُ الرَشِيدِ دُعَاةُ حَقٍّا
بُنَاةُ العِزِّ شِيبَاً أَوْ شَبَابَا

فَدَوا أَرْوَاحَهُمْ لِأَصِيلِ شَعْبٍ
وَطَعْمُ المَوْتِ لَذَّ وَثُمَّ طَابَا

همُ الشُهَدَاءُ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
وَحَازُوا المَجْدَ إِذْ لَثَمُوا التُرَابَا

أَبَا الزَهْرَاءَ هَلْ يُرْضِيكَ هَذَا؟!
فَدينُ اللَّهِ فِي الدنيا يُعَابَا

وَقَبْرُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَأْسَى
وَيَشْكُو فِي جَزِيرَتِنَا اغْتِصَابَا

أَبَا الزَهْرَاءَ هَلْ يُرْضِيكَ عَصْرٌ
بِهِ أَمْجَادُنَا بَاتَتْ سَرَابَا؟!

جَبَابِرَةُ العُروبَةِ فِي ضَلالٍ
يُحَيُّيونَ البَغَايَا وَالقِحَابَا

وَيُحْنُونَ الرُؤوسَ لَهُمْ خُنُوعَاً
يُذِلُّونَ المَآذِنَ وَالقِبَابَا

فَتَعْلُو رَايَةٌ فِيهَا صَلِيبٌ
وَتأْفُلُ أُمَّةٌ كَانَتْ شِهَابَا

وَعَادَتْ أُمَّةٌ لِقَدِيمِ عَهْدٍ
فَأُمَّةُ يَعْرُبٍ بَاتَتْ يَبَابَا

يُتَوِّجُهَا النِفَاقُ بِكُلِّ حِينٍ
يَكِيلُونَ الشَتَائِمَ وَالسِّبَابَا

وَيُنْحِي كُلُّ مَسْؤولٍ بِلَوْمٍ
فَلَا تُجْدِي المَلامَةُ وَالعِتَابَا

فَلا عَرَبٌ هُمُ بِأَثِيلِ مَجْدٍ
وَلا خَاضُوا مِن البَحْرِ العُبَابَا

تسَلَّطَ فِيهِمُ نَفَرٌ ظَلُومٌ
فَذَاقُوا مِنْهُمُ مُرَّاً عَذَابَا

جَمَاجِمُ قَوْمِهِمْ بَاتَتْ نِعَالاً
دِمَاءُ شُعُوبِهِمْ أَضْحَتْ شَرَابَا

عِرَاقُ العُرْبِ وَالإسْلامِ طُرَّاً
حَمَاكَ اللَّهُ يَا أَمَلاً شَبَابَا

عَرِينُ الأُسْدِ يَا بَلَداً حَبِيبَاً
لِنَيْلِ العِزِّ قَدْ شَرَّعْتَ بَابَا

وَقَوَّضْتَ التآمُرَ فِي شُمُوخٍ
وَكَيْدُ الخَائِنِينَ غَدَا تَبَابَا

عِرَاقُ المَجْدِ يَا وَطَنَاً عَزِيزَاً
رَعَاكَ اللَّهُ حَقَّا مُسْتَجابَا

© 2024 - موقع الشعر