إلى قُمْرِيَّةٍ - محمود مهيدات

قَمَراَ أرى أمْ ذاكَ وجْهُ مَلاكِ
أمْ أنْتِ شَمْسُ الحُسْنِ والأفْلاكِ؟

عَيْناكِ بَحْرُ السِّحْرِ صَافٍ لَوْنُهُ
عَلِّي أفوزُ إذا طَرَحْتُ شِباكِي

وَجْدٌ وسُهْدٌ والفؤادُ مُتَيَّمٌ
سَهَرٌ بِلَيْلٍ والعُيونُ بَوَاكِي

قُمْرِيَّةُ الألْحَانِ أنْتِ بِرَوْضِهَا
إنِّي أحُبُّكِ والفؤادُ حَوَاكِ

يا حُلْوَتِي لِمَ تَفْخَرِينَ غَضَاضَةً؟
كَالنَّجْمِ في كَبِدِ السَّمَا عَيْنَاكِ

لأْلاءَتَانِ، فكُلُّ سَهْمٍ مُرْسَلٌ
عَبَرَ القُلوبَ فَقَدْ رَمَتْهُ يَدَاكِ

طَرِبٌ غَرِيقٌ فِي خِضَمِّ بَرِيقِهَا
مَنْ يُنْقِذُ الصَبَّ الغَرِيقَ الاَّكِ؟

قَلْبٌ بِصَدْرِكِ قَدْ تَحَرَّرَ بَينمَا
هَذِي قُلوبٌ كُلُّهَا أسْرَاكِ

هَلاَّ شَفَعْتِ بِقلْبِ حِبٍّ مُدْنَفٍ
مَنْ يُسْعِفُ القَلْبَ الكَلِيمَ سِوَاكِ؟

تَعْلو جَبِينَكِ غُرَّةٌ فَتَّانةٌ
عِقْدُ الَّلآلي حيثُ يَعْمُرُ فَاكِ

يَشْكُو النَسِيمُ مِنَ الشُّعُورِ صَبَابَةً
باتَ النَسِيمُ مُتَيَّمَاً بِهَوَاكِ

هُوَ شَعْرُكِ المَجنونُ يَلْعَبُ مَاجِناً
فأتَى النَسِيمُ إليكِ ثُمَّ رَجَاكِ

فَمَنَحْتِهِ عِطْراً لِنَقْلِ أرِيجِهِ
عَبَقُ الزُهورِ مُعَطَّرٌ بِلَمَاكِ

فَدَعِي التَكَبُّرَ يا فَتَاتِي كُلَّه
ودَعِي القُلوبَ تَشَمُّ مِنْ رَيَّاكِ

أتَرَيْنَ أقْرَاطَاً بِلونِ دِمَائِنَا
ياقوتُ أحْمَرُ قُرِّطَتْ أُذُنَاكِ

فّغّداً إذا ذَهَبَ الجَمَالُ وثوبُهُ
وقَسَا عَليكِ الدَّهْرُ حَيْثُ طَوَاكِ

سَيَظَلُّ ياقوتُ الدَلالِ بِحُسْنِهِ
وَيَصِيرُ كَنْزاً حَاكِياً ذِكْرَاكِ

© 2024 - موقع الشعر