إبنة الميزان والجوزاء (تفعيلة) - لفى الهفتاء

عَذرَاء يا عَذرَاء
لا يا ابنةَ الميْزانِ وَالجَوْزَاء
غنّي معي شِعْرَاً يفوقُ مَشَاعِري
في هذهِ الأجْوَاء
من هذهِ الأرْجَاء
في فتْنَةِ الأضْوَاء
 
وترَاقصَي حَوْلي بدونِ حَيَاء
إنَّ التمَرُّدَ آيةُ الأحْبَابِ
في ألفِ أرضٍ قد نكونُ بها وألفِ سَمَاء
يوماً على تعْويْذةِ الرُهْبَانِ
تلاوةِ الكُهّانِ
إرْجُوُزةِ الشُعَرَاء
 
إنّي سَئِمْتُ من الأشْيَاءِ هلّا سَئِمْتِ؟
من هذهِ الأشْيَاءِ والأشْيَاء
من كلِّ قلبٍ يعشقُ الخَفَقان
من كلِّ فكرٍ يعشقُ الهَذَيَان
في لعْبَةِ الأهْوَاء
 
وترَاقصَي حَوْلي بدونِ حَيَاء
ما كنتِ إلّا هَالةَ الأنْبَاء
تسخي بكِ الأفواهُ والألباب
حتى أخذتِ ما يفيدُكِ أخذُهُ
في رحلةِ الألقاب
عن عالمِ الأسْمَاء
 
 
هل تذكُريْن؟
في أزمَةِ الغوْغَاء
من كانَ يسْئلُ موطناً أضحى بلا عنوانٍ
من ظلِّ أوْطَانٍ إلى أوْطَانٍ
كلَّ مَسَاء كلَّ مَسَاء
أنتِ البَوَارحُ قبلُ والأنْوَاء
 
يشتاقُ يومَ لقاء
يا قصّةَ البَحْرينِ للصّحْرَاء
بالأمسِ في جولانِ
واليوم في خولانِ
وغدٍ يكونُ بتونسِ الخضْراء
أينَ بَرَاء؟
 
من قالَ عن ذاتِ البَهَاءِ بَهَاء
من قالَ عن ذاتِ النَقاءِ نَقاء
للغَانِيات
للفاتِناتِ الساحِرَات
للمَاجِدَات
من غيرِ طرحِ أرَاء
 
 
قُلْنَ: ومن تلكَ؟ فقال لهنَّ: تلكَ هيَ
بدَوَيّةٌ
مدَنَيّةٌ
تختارُ كيفَ تشَاء
إنسانةٌ
حوريّةٌ
في سِتْرِها إغْرَاء
في نقْدِها إطْرَاء
 
وجهٌ لها صافٍ وأيُّ صَفَاء
منهُ بياضٌ كالسحَابِ يخالطُ حُمْرة
ما لم تكنْ سَفْعَاء
كالزّبْرقانِ بليلةٍ ظَلْمَاء
بل إنّها (بَرْجَاء)
 
شَعْرٌ لها للمنكبينِ رِدَاء
والعينُ منهلُ إثمدٍ ربّاني
حَوْراءُ بلْ أيضاً هيَ عَيْنَاء
والخدُّ مثلُ الوردةِ الحَمْرَاء
والأنفُ سلّةُ صارمٍ
بل إنها قنْواء
 
في ثغرِها خَمْرُ الجِنانِ غِذاء
قد ذابَ فيهِ إناءُ بعدَ إناء
من مُرْجَان
والجمْرُ ضمَّ الثلجَ دونَ غِوايةٍ
إنْ زادَ إحْراقاً يزيدُ ضَيَاء
فوقَ ضَيَاء
 
والسمطُ من درٍّ يعانقُ عنوةً خيطَ سَنَاء
لإنّها عنقاء
من تحتهِ ماءٌ يُدَاعبُ مشْمِشاً
في رأسهِ يعلو قليلُ شَمَنْدَرٍ
تنسابُ منهُ خُلاصةُ عَنْبَرٍ
وعليهِ من ضربِ الحَرِيرِ كِسَاء
 
ممشوقةٌ عيْطَاء
في ساعةِ الإقبالِ غرثى وشاح
في ساعةِ الإدبارِ مأكمَةٌ ردَاح
هيْفَاءُ لا بل إنّها عجْزَاء
ما أُنْجِبتْ بينَ الحِسَانِ نعم
كَهذهِ الحَسْنَاء
 
أنتِ هيَ واللهِ أنتِ هيَ
يا فتنةَ الأحْيَاء
ما كانَ فيكِ يفوقُ كلَّ ثنَاء
لمّا تكوني سَيّدة
فالسَيْداتُ إمَاء
 
 
فترَاقصَي .. فترَاقصَي
دونَ حَيَاء
ما دُمْتِ أنتِ تحْكمينَ مَشَاعِري
في هذهِ الأجْوَاء والأرْجَاء
إني رِجَالٌ يعْتلونَ جَمَالكِ
كوني نِسَاء
 
 
إنتهى
© 2024 - موقع الشعر