الأعور ابليس والعرافة سيريس - نايف العبيد

من مرقدي فزيّت من هول كابوس
فجعني بأوقات السَحر والغطاليس

كّنه نهشني بين الأضلاع نادوس
أسحم عور يشذى ثعابين رمسيس

كل العطب لامن غرز ناب واضروس
بين الضلوع الناحلات المقاويس

والموت في فكٍ شطيرٍ كما الموس
انيابه العكف إن غرزها دبابيس

اليا ابترم ثم انمغط كنّه القوس
مايفيد مع نابه دروع ومتاريس

معذور لو أقعد من النوم مهووس
مخيّ انلحس واصبحت ظمن الملاحيس

حلمت حلمٍ يشده البال ويحوس
حوسة ابن غانم بركب الأداريس

حلمت لنيّ وسط كثبان واطعوس
في ليلةٍ خرسى اجوب الطعاميس

وفجأة وحيت الصوت والصوت مخنوس
وابصرت حولي لّنه الأعور ابليس

جلبابه أسود واكثره ريش طاووس
ويقول لي لي هيّا معي يامرؤ القيس

وطرنا على جناح النوارس لقرقوس
وهبطنا في قعرٍ عسير التضاريس

وسرنا لضلعٍ بآخر الوادي محروس
بجنٍ على صفرٍ وحمرٍ كراديس

وعاينت غارٍ داخله ضو فانوس
فوق الهضاب النايفات الأراويس

تقول حانة عهر في معبد ازيوس
ونشدت وقالو هذا هو غار سيريس

وقفت والباقين من حولي اجلوس
الأعور وفابيس وخنزب ولاقيس

في غيهب الديجور بين غبس واعموس
وفحيح ريحٍ طيّرت كاب برديس

ويوم أقبلت وطوّ على شانه الروس
وضلّيت شامخ كالأسود الأشاريس

جتني تشيل ابكفها جملة اطروس
ودم اليتيمه حبر ذيك القراطيس

قالت أنا عراّفة الرب فينوس
أبصرت في علم الفلك والفوانيس

أقرأ لك الطالع لوالعلم مدسوس
والمبهم المغمور خلف الكواليس

أنا اللي نبّهت الخليفة خبر طوس
وحذرّت المستعصم تتارٍ غطاريس

وأنا اللي بشّرت القياصر بطرطوس
وابخاتمي زلزلت جوسق سمر ميس

برجك هوائي حار خامل ومطموس
طمست فراديسه وباتت خداريس

جاوبتها حظي من أزمان منحوس
وشيٍ طبيعي لوتزيد الهجاريس

اللي يشوفك يبقى بالهم مغموس
يانافثه سمّك بوسط الكراريس

كفرت بالنجمة واساطير فينوس
وآمنت باللي ابلس اِبليس تبليس

مناسبة القصيدة

قال تعالى (( وَالسَمَاءْ ذَاتْ الُبرُوج ْ, َواليَوُمْ المُوعُودْ )) تتوالى الأحداث عاصفة ومع حلمٍ عكّر صفائي , وحال بيني وبين غفائي . ملكٌ مهلّب , غلاّبٌ غير مغلّب , قيلٌ مصلّهب , ينثعب دمّه من فوق الأبل الربرب .شامخٌ كالنخيل العمْ , عنتيتٌ كالصخور الصمْ , جابَ أجاء العيطاء , من كور سلمى ذات الرقبة السطعاء , عانيٍ من نقعاء بقعاء .قاصد الاناضول وجسور السيسبول , عانياً لتلك العنقاء العيطبول , قارعة الدف والطبول . فكان اللقاء مع تلك العراّفة المنجّمة ( سيريس بنت ميريس ) في سفح الجبل . قالت : من أنت ؟؟ قلت : أولم تعلمي بأني من ينشد : شاعرٌ زلزل غطاريف اليمن .................. لايهاب الرعد أو ريب الزمن أرمدٌ ينفث رماده في فنن .................. من هوازن شامخٌ هدّ الوثن قالت : مالذي اتى بك ؟ قلي بربك ؟ قلت : إذا كنتِ لاتعرفين ماحاجتي فكيف تدّعين الكهانة !! هيا , أخبريني لما أتيت ؟ فقالت : والألواح الخافقة، والليال الغاسقة، والصباحات المشرقة، والنجوم الطارقة والمُزْون الوادقة , لم تقطع هذه المسافات الشاسعة إلاّ لأمرٍ جللْ !! قلت لها : اتيت ابحث عن الحظ !! فقالت : اسمح لي أن أقرأ طالعك ياسيدي . فشخصت أبصارها بالنجوم والكواكب , وبدأت تهمهم وتتمتم , بكلمات لا افهمها ونظرت إلي بعد برهة وقالت : والضوء والوميض، والشفق والإِحْرِيض والقُمّة والحضيض , برجك نهاري حار هوائي , دموي له الجهة الشمالية الغربية , بيت زحل وأورانوس , وفيه وبال الشمس وهبوط نبتون . وقالت : رياحٌ خجوج ؛ تهب من بين الفروج ؛ عتت بالأبلق النتوج . فقلت : افّ وتفّ ، وجورب وخفّ !! كفرت بالنجمة واساطير فينوس ............... وآمنت باللي ابلس اِبليس تبليس (( َكذبْ المُنجمُون ولوُ صَدقوُا ))
© 2024 - موقع الشعر