زينب

لـ محمد الماجد، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

زينب - محمد الماجد

انحلتني الصبابةُ
 
حتى إذا مال منها - على الظَّن - غصنٌ
 
وقال : المواسمَ .... ملتُ
 
أُجَنُّ أنا يا مواسمُ
 
إن زار تمّوزُ ارضيَ لا نارَ فيها تقرِّي الضيوفَ ولا أهلَ
 
إلاَ بقايا لدورٍ هي الأهلُ
 
إذ غادروها ولمّا أعانقهم أو أقولُ : الوداع
 
فيا ليتَ أني إذ غادروها
 
تزفَّرتُ .. أجهشتُ .. متُّ ..
 
لهم ههنا حيث مرّوا
 
قواريرُ مسكٍ تقصُ علينا أحاجيّهم
 
تباركتَ يا مسكُ ..
 
ربُّ الوشاية أنتَ
 
فأنت على كل باب زوى الريحَ
 
نبتُ ...
 
تقيم هنا حيث مرُّوا خِفافاً
 
تعدُّ لمائدة من خوابٍ تعاهدها الحزنُ
 
ماذا لو اكتمل الشّربُ ليلاً وعلّوا الكؤوسَ وقالوا :
 
الشّرابَ
 
إذاً لغتسلتَ بماء العناق
 
وغصتَ على سرِّهم كاشفاً ..
 
واغتسلتُ ..
 
ورحنا على نغم النهاوندَ
 
نخاصرُ أحلامنا والصباحَ
 
فلا الصبحُ جاء إلينا صباحاً ولا الحلمُ حتى ..
 
فكل مواعيد أحلامنا حين نصحوا عليهن يا مسكُ
 
فوتُ ...
 
ذرفنا عليها قلوباً
 
تقولُ بأنك أشعلت منها و أطفأت رملَ الشواطيء
 
أين الشواطيءُ ؟
 
تاهت وتهنا
 
فلا الفلكُ قرَّت وألقت عصاها
 
ولا البحرُ بيتُ ...
 
كلانا يخاصمُ أبراجَهُ
 
ثم ماذا تبقى لنا ؟
 
غيرُ زيجٍ يضيء لنا مدرجَ العائدين بأحلامنا
 
حيثُ زينبُ تغزلُ بالثأر قمصانهم
 
ثم تدعوهمُ للقاء الأخير
 
ليختار كلٌّ قميصاً ..
 
قميصيَ زينبُ أحمرُ
 
عاف الحياةَ وحيداً مدلّى على الشجن المر دهراً
 
وعفتُ ...
 
قميصي زينب : أحلامُ كوفة بالدفء
 
منفى لكانون
 
زيتونةُ في الخليل ..
 
وأخرى جنوبيةُ تمنى على الله وعداً إلى النار
 
أضرحةٌ ..
 
وزقاقُ مؤدٍ إلى حضرةِ الفلك
 
حلقات المريدين
 
نخبٌ أذكارهم
 
خطوات العجالى بأحزاننا أوّلَ العام
 
يقولون مالا يقال
 
صدى ندبهم بين جنبيَّ
 
جنباً يقيمُ وجنباً يفتُّ
 
قميصيَ زينبُ أحمرُ
 
عاف الحياةَ وحيداً مدلّى على الشجن المر ..
 
زينبُ .. عفتُ ..
© 2024 - موقع الشعر