جرارٌ و أودية - محمد الماجد

جاءوا لأول الحتف
 
في قوافل ملئى بجرارٍ ممهورة بشفاه أجدادهم
 
جرارٍ تركت أجسادها العارية نهباً لريش الزعفران
 
وهمهمات المزامير
 
ليتهم فضّوا ختمها والهوادجُ بعدُ لم تتهيأ لاستقبال
 
شموسهم
 
دربهم محشوةٌ بالشِّراك وسماؤهم .. مطر
 
كلما هبطوا وادياً ووجدوا فيه متكأً من الموت
 
كسروا له جرةً فلم يغادروه إلا وقد أخصب وأسرَّ لهم بحال
 
جيرةٍ له أشد عوزاً منه
 
يقول أهلُ السِّير :
 
 
... كانت الأودية قبلهم في قبضة سدنة الصحراء وخزنة
 
الملحوأنهم بعدها كسروا كل جرارهم على طول الطريق
 
الممتدة من أقصى المدينة وحتى مصب النهر ...
 
هناك أمرهم حاديهم بحطِّ الرحال لينبئهم بأن هذه الأرض
 
هي قابلتهم الأخيرة
 
على موعد كانوا ويوم ولادتهم
 
رائحة سفر ..
 
نسوةٌ يقلِّدن فرسانهن بالمخبوء من الخوذ والقلائد
 
والوصايا
 
فيما راح الأطفال يسألون عن مواعيد ضُربت لهم في ظهر
 
الغيب مع سهام طائشة وفلوات تسلمهم إلى الوحشة .
 
حاشية
 
نسي أهلُ السير أن جرارهم تلك
 
توالدت وانتشر نسلُها في بطون وأفخاذ كثير من القبائل
 
وأن جرةً منها وجدت في بطنٍ لعبد القيس يقال له شن
 
عليها ختم السيد الأكبر
 
مازالت شهوة الكسر متقدةً بين أضلاعها.
© 2024 - موقع الشعر