حِــوار ... لا شِــــجـار - فيصل محمد الحجي

يا أخِي الْغاضِبَ بَيْنَ الْغاضِبِينْ
خَفِّفِ الْوَطْءَ وَ خاطِبْنِي بِلِينْ

لَكَ عَقْلٌ .. وَ أنا لِي مِثْلُهُ
فَلِماذا بِكَلامِي تَسْتَهِينْ ؟

لَسْتَ مَعْصُوماً .. فَلَمْ تُخْطِئْ وَ لا
قَدْ حَباكَ الوَحْيَ رَبُّ الْعالَمِينْ

وَ كِلانا إنْ رَأى رَأياً فَذا
مُخْطِئٌ أوْ ذا مَصِيبٌ أوْ ظَنِينْ

مَنْ يَرُومُ الْحَقَّ بِالتَّقْوى فَذا
يَجِدِ اللّهَ لَهُ خَيْرَ مُعِينْ

لِمَ تَنْحازُ عَن ِ الشُّورى وَ في
مَنْهَج ِ الشُّورى اعْتِصامُ الصالِحِينْ؟

كُلُّ مَنْ أعْجَبَهُ تَفْكِيرُهُ
سارَ أعْمَى في طَريق ِ الْهالِكِينْ

إنما الْعُجْبُ طَريقٌ مظلمٌ
وَ شِعارُ الْغاشِمِينَ الْظّالِمِينْ

سَمِعَ اللّهُ لِقَوْل ِ امْرأة
وَ هُوَ الْباري إلهُ الْعالِمِينْ

وَ رَسُولُ اللّهِ كَمْ أصْغى إلى
جاهِل ٍ أوْ مُشْركٍ أوْ مُسْتَبِينْ !

فَلِمَ الإعْراضُ عَنْ رَأيِي وَ لا
تُفْحِمُ الرَأيَ بِبُرْهان ٍ مُبِينْ ؟

إنّما الرّأيُ بِرَأي ٍ يَنْجَلي
لا بِسَيْفٍ أوْ صُراخ الْجاهِلِينْ

نَحْنُ لا نَحْجُبُ رَأياً مُخْلِصاً
فاخْتِلافُ الرّأي ِ دَأبُ الصالِحِينْ

وَ اخْتِلافُ الرَّأي ِ لا يُفْسِدُ ما
بَيْننا ..! ما بَيْننا وُدٌّ ٍ مَتِينْ

وَ كِلانا يَبْتَغِي الْحَقَّ .. إذا
وَضَحَ الْحَقُّ أمامَ النَّاظِرينْ

وَ كِلانا مُؤمِنٌ يَرْجُو الْهُدى
مِنْ نَبِيِّ صادِق ِ الْوَعْدِ أمِينْ

وَ كَلانا قَدْ حَواهُ وَطَنٌ
قَدْ بَنَيْناهُ بِجُهْدِ الْمُخْلِصِين

فَلِماذا نَهْدِمُ الْنَّهْجَ الّذي
قَدْ حَوى الْخَيْرَ لَنا دُنْيا وَ دِينْ ؟

أوْ لِمَ نَهْدِمُ صَرْحاً شامِخاً
وَ لَنا في ظِلِّهِ الْعِزُّ الْمَكِينْ ؟

ما جَدا الْفِتْنَةِ ؟ مَنْ يَقْبَلُها
في بِلادي غَيْرُ شَيْطان ٍ لَعِينْ ؟

ما مَذاقُ الْعَيْش ِ إنْ كَدَّرَهُ
شَنَآنٌ بَيْنَ إخْوان ِ الْعَرينْ ؟

لا تَمُدَّنَّ يَداً ظالِمَة
تُحْزنُ الأهْلَ وَ تُرْضِي الشَّامِتِين

إنَّما هذي يَدي مَمْدُودَة
بِصَفاءٍ وَ ودادٍ وَ حَنِينْ !

فَاقْتَربْ ... هذي يَدِي مَمْدُودَة
لَكَ .. فَامْدُدْ لِي يَدَ الْخِلِّ الْخَدِينْ

لِنَرى الأيْدِيْ جَمِيعاً قَدْ غَدَتْ
حُزْمَة ً مَهْما ثَنَوْها لا تَلِينْ

ما غَزانا الْخَصْمُ لَوْلا فُرْقَة
مَزّقَتْنا وَ أحالَتْنا عِضِينْ

إنّما وَحْدَتُنا عِزّتُنا
وَ السَّبِيلُ الْحَقُّ وَ الْحِصْنُ الْحَصِينْ

في ظِلال ِ الدِّين ِ كُنّا إخْوة
وَ سَنَبْقى ... رَغْمَ كَيْدِ الْكائِدِين

نَحْنُ دَوْماً أُمَّة ٌ واحِدة
مُذ هُدِينا ... فَغَدَوْنا مُسْلِمِينْ

بِتَآخِينا نَقِي وَحْدَتَنا
بِتَعادينا نَصِيرُ الأرْذَلِينْ

فَادْنُ مِنَّا لا تُفارقْ .. إنَّما
يَأكُلُ الذئْبُ الضِّعافَ الأبْعَدِينْ

فَيَدُ اللّهِ عَلى وَحْدَتِنا
وَ يَدُ الشَّيْطان ِ بَيْنَ الْمُبْغِضِين

© 2024 - موقع الشعر