مَدينَةُ الليل - بسام صالح مهدي

تَجُرني خيلُ أيامي إلى طرقٍ
قد عَفرتْ وجهَ أعوامي حوافرُها

وأعيُني عَصفتْ ريحُ البكاءِ
بها فَغادرتْ عن مراسيها بواخرُها

أظافرٌ لعروسٍ لوِّنتْ بدمي
وغرَّدت فوقَ أيديها أساورُها

في غربةِ الدارِ روحي أطرقتْ
وبكت لأنها تَعِبَتْ هماً يُشاجرُها

لأنَّها لم تجدْ جسماً يُؤمنُها
ولم تجدْ أي مخلوقٍ يُحاورُها

تُغادرُ الأرض أقدامي وإنْ وطِئتْ
أرضاً.. فإني في صمتٍ أغادرُها

أعلِّق الزادَ في غصنٍ على
كتفي لرحلةٍ كنتُ في نَفسي أسافرُها

مدينةُ الليلِ والأبوابُ مقفلةٌ
وفي طريقِ هلاكٍ نامَ زائرُها

أُناسُها عَثَراتٌ في شوارعِها
مدينةٌ كل مَنْ فيها يحاصرُها

والليلُ يصرخُ والأشجارُ خائفةٌ
من الظلامِ ولا شمسٌ تُناصِرُها

مدينةٌ هزَمتها نفسُها قلقاً
والآن تبيضُّ في شعري خسائرُها

© 2024 - موقع الشعر