مدينةٌ تموتُ في سلامْ

لـ حسين عتروس، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

مدينةٌ تموتُ في سلامْ - حسين عتروس

مدينتي يخنقها الصّخر العتيقْ
ينمو... و ينمو ...
يسكن حتّى في البيوتْ
يكتسحُ الموتُ الحقولْ
والآهُ في شنقِ السّكوتْ
فالكلّ في مدينتي يتحجّرْ
والكلّ يرتدي لباسا ...
تنسجهُ هذي الصّخورْ
 
 
عبد الحميدِ
حرّكتَ نفس الجامدينَ ...
فحالفتْ قوى الحجرْ
لربما يحيا الخشبْ
لربما نار الغضبْ
لربما جاء القدرْ
لربما...لربما ...
 
 
لكنْ بغير موطن الحجرْ
الصّخرُ يسكنُ القلوبْ
الصّخرُ يمتدُّ ...
عبد الحميدِ
هذي مدينةٌ تحالف الحجرْ
هذي مدينةٌ تحاصرُ القدرْ
 
 
أيّتها الصّخرةُ العتيقةُ
نزوةُ بطشٍ
ظلمةُ قصرٍ
بيوتُ قبرٍ
كهوفُ بيتٍ
السّاكنونَ بالظّلامِ الدّامسِ
التائهونَ خلف النّورِ السّرابْ
العائشونَ رعب النّارِ في غدرِ الزّمانْ
هذي مزارعُ الظّلامْ
هذي مدينةٌ تموتُ في سلامْ
 
يا شهرزادُ
شهريارُ صار في قلبِ العبادْ
و صار يحكمُ البلادْ
يمتدُّ صخرٌ في العقولْ
ينمو... و ينمو ...
 
 
يا شهرزادُ
هلْ من حنانكْ
هلْ من دهائكْ ...
و ما بهِ يُفتَّتُ الصخرُ
أو ما بهِ ينفجرُ النّهرُ
تحيا قلوبٌ يتراجعُ امتدادُ الصخرِ من دنيا البشرْ
عساهُ شهريارُ ينقضي ...
وينقضي حزنُ البشَرْ
لكنّني لا أبصرُ اليوم الأملْ ...
لا... أبصرُ... اليوم .َ.. الأملْ ...
 
***
من ديوان الحزن
© 2024 - موقع الشعر