مدينةٌ بلا أضلاع...! .. - ورود الموسوي

مدينةٌ بلا أضلاع...! ..
 
 
 
مذ أمس والمطر مشغولٌ بدعك وجه الممرات
 
تحسباً لأقدام العابرين..!
 
يمشون...
 
فتطول سيقانهم أكثر ..
 
تقصر قاماتهم ...
 
تصطبغ وجوههم بلون الطين
 
وتصفرُّ الأرض...
 
كم يشبهون فورة الجراد ..!
 
رائحة الدم المحروق..!
 
وذاك الرصيف الذي اجرَبَّ ظهره العاري بأقدامهم ..
 
ما زال بانتظار المطر..!
 
مازال يئن صارخاً :
 
- ظهري اسمنتٌ ثقيل لم يحمني من جرب الأحذية الثقيلة ...
 
بلا رحمة تنهشني قطرات المطر
 
مثل ذباب يُزَفَّ لوليمة دم...
 
يسخرون كل شروق من ظهري المحدودب الأجرب
 
نسوا أن لوني مصبوغٌ كوجوههم ..
 
واني امتداد لون السماء
 
نسوا
 
كم فاتنةٌ هي المدن المحدودبة الظهر..!
 
قاتلةٌ حد النزق ..
 
و ساربةٌ باتجاه البصر..!
 
نسيت عيونهم البيضاء و أقدامهم الموحلةُ
 
أن أضلاعي مقوسة مثل أضلاع المدينة..!
 
و نسوووا
 
أنك...
 
لا تحتاج عناء النظر الى تقوساتها ..
 
لا تحتاج بزة عسكرية ..
 
أو بسطار جندي ..
 
لا تحتاجُ قوة ألف رجل لكسر ضلع المدينة
 
جل ما تحتاجهُ ... إنصاتُ ليلٍ محارِب
 
سيراودك زهو الإنتصارحتماً...
 
وأنت تسمعُ طقطقة الأضلاع تحت قدميك..!
 
بالأمس فقط..
 
سمعت كل الممراتِ طقَّة الضلع الأخير...!
 
حذاءُ طفلٍ ..
كان كافياً...
 
لإسقاط مدينة..!
© 2024 - موقع الشعر