الحجارة - سعد عطية الغامدي

يا من سلاحك في ساح الفدا الحجر
يا من كفاحك رغم القهر مؤتلق

يا من جنودك شيخ فوق مفرقه
ودمع أرملة يسقي الجراح لظى

يا من دماؤك بركان سيغمرهم
يا كل عين أبت إلا انبلاجَ غد

يا كل نفس أبت إلا ثرى وطن
يا كل مدخر .. رؤيا تفيض منى

يا كل معتمر .. صبراً لعل يداً
ها قد أطل صباح .. ثائر قلق

هذي الجراحات تغذو النصر أفئدة
هذي انتفاضة شعب هب فانطلقت

من قال إن صلاح الدين قد نفقت
من قال إن رُبا حطين قد نكست

من قال يا ثالث الأقداس إن على
من قال يا قمة الأمجاد قد خفضت

إنا على حالنا .. ما ارتد آخرنا
لكننا كانبعاث الريح .. إن عصفت

أكفاننا إن نرد نصراً ملابسنا
وجلُّ أقواتِنا في كل نائبة

لكنه العزم صاحبناه فانتفضت
سرت بطولتنا في كل ناحية

لكنها لم تلامس سمع إخوتنا
هل للنفوس التي أعيت مطالبها

أم هل لمنصرف عما يراد به
وصامتٍ .. وغريبو العرق قد شجبوا

بأن يصيخ لأرواح يمزقها
إن المصيبة أن السم يحصدنا

ومن هتافاتك التكبير والسور
ومن صباحك رغم الليل منتشر

تجثو السنين .. وطفل ناعم نضرُ
وكاعب .. في ربيع العمر تحتضر

مهما انتشَوا صلفاً بالبطش أو فجروا
يستنزل النصر تحريراً .. وينتصر

تزهو بما فيه من مجد .. وتزدهر
يا كل منتظر .. ما كان ينتظر

تعلو وترفع بطشاً .. ليس يصطبر
وقد تحفز ليث كاسر ضجر

وتزرع الثأر بركاناً .. وتستعر
بها شعوب .. لها في عزمه عبر

جياده .. وانثنى عن عزمه عمر
راياتها .. واضمحل الغار .. والظفر

ثراك .. يزهو ذليل .. مبعد .. قذر
هاماتنا .. واعترى قاماتنا القصر

عن عهد أولنا .. أو مسنا خور
تذور الضلال فلا تبقي ولا تذر

ودورنا إن نرد مجداً هي الحفر
ليست من الأرض أو ما يسقط الشجر

به الجمادات حتى حمحم الحجر
كالشمس تكشف ما لا يكشف القمر

أصمهم عن صدى مأساتنا البطر
كل الأمانيّ أن ينتابها كدر؟!

أن يستفيق .. ويذكي روحه الخطر؟!
وغائب .. وبعيدوا الدار قد حضروا

سيل الرصاص .. ويستعدي لمن ثأروا
ونحن نطرب للساقي .. ونبتدر

© 2024 - موقع الشعر