بيروت .. السياسة - سعد عطية الغامدي

بيروت قد تنبت التفاح والعنبا
والحب والشوق والألحان والطربا
 
والشِّعر في لغة .. والشِّعر في شفة
والشِّعر في مهجة لا تعرف النَّصبَا
 
وتنبت الأدب الورديَّ ترسله
يكسو الأحاسيس أو يكسو النُّهى أدبا
 
وينبت الدفءَ في دنيا السياسة أو
يُذكي البرودَ فيغدو الجوُّ ملتهبا
 
يفضي التحالفُ حيناً للتحالف لا
تكاد تبصر إلا البِشْر والصّخبا
 
وتستدير رحى حربٍ لتطحن من
كانوا أخوّة حلفٍ عانق السحبا
 
تنام بيروتُ لكن لا ينام لها
جفنُ اشتياقٍ طوى أوقاتها عجبا
 
وقد ينام شهيدٌ وهي غافلةٌ
تظل تستقبل العُرْسَ الذي وَجبَا
 
فللِّشهادة أعراسٌ بساحتها
تعانق الأرز أوتستمطر الشهبا
 
تعبْتُ في عشقها عشقاً نسيْتُ به
مفاوزاً أتعبت في خيلها التعبا
 
ولم تزل في خيالي طفلةً عبثت
بها الليالي وأعيت ليلها لعبا
 
تذوب كل مساء فتنةً وهوى
وفي الصباح تذيب العاشقين صبا
 
على يديها من التاريخ ملحمة
تقتات أرواح من هاموا بها لهبا
 
وتحرق المدنف المشتاق في دمها
حتى يبيتَ لقربان الجوى حطبا
 
يأبى المهاجر إلا أن يعود لها
من قبل أن يبرح الكورنيش مغتربا
 
ولا يطيق اصطباراً من يفارقها
يظل يطلب كي يمضي لها سببا
 
تُعلّم الحب لكن لا تمارسه
إلا قليلاً .. وتقضي بالهوى أربا
© 2024 - موقع الشعر