جيــن النجابـــة - سعد عطية الغامدي

أشرع ضياءك في الفضاء صباحا
وارفع نبوغك في الدجى مصباحا
 
وامدد حبالك للسفائن في المدى
وانشر خيالك حولهن وشاحا
 
وأقم على قمم الثريا راية
للشوق تبسط للنفوس جناحا
 
وانثر عبيرك في الزهور يبثها
عطر الحياة مهفهفا فواحا
 
واستل من جين النجابة ذرة
تحيي الموات وتنعش الأرواحا
 
وتعال نستبقُ الحياة مواهبا
لنصوغ من غرر النهى مفتاحا
 
نفضي بها للمجد في عليائه
كالطير يبتدر الفضا صداحا
 
ونخوض ألوان المعارك لا نرى
غير المواهب عدة وسلاحا
 
لم ينس هذا الدهر أنَّا مثله
نهوى الخلود ونبتغيه ساحا
 
وبأننا صغنا على صفحاته
سفراً كناصية الضحى وضاحا
 
ما ضر إن نال المسيرة كبوة
فلرب نازلة تؤول فلاحا
 
أو أجلبت خيل فرب مُنازل
أهدى إلى الخصم الضَّلِيل صلاحا
 
فَنَن الشهادة في فِنانا مورق
نهدي به للعالمين صباحا
 
ونداء عزم الباسلين إزاءنا
إن أغمضت عين سرى ملحاحا
 
هذا التكالب حولنا سيعيدنا
للحق مجلوّ الجبين صراحا
 
ماذا تنال الريح من شم الذرى
غير الغمام تتابع استنضاحا
 
أو تبلغ الهوج العتية في الدجى
إلا لتحفز تحتها الملاحا
 
حسب النوائب كالحاتٍ حولنا
أنا نخوض غمارهن كفاحا
 
من أي زاوية تدمدم غارة
تغدو الهضاب لغزونا صحصاحا
 
فانشر نجاواك السديدة شامخا
واعمر بهن شواهقاً وبطاحا
 
لا شيء يبقى غير مجد وارف
مهما اجتبى مهجاً وبث جراحا

مناسبة القصيدة

إنه واحد من جينات استنقاذ هذه الأمة .. فمـن يستثمره ؟!
© 2024 - موقع الشعر