أشرقت في سمائك الأكوان - سعد عطية الغامدي

أشرقت في سمائك الأكوان
وازدهت في مسائك الألوان
 
وسرى في الوجود منك ائتلاق
وجرى من معينك الإحسان
 
في نجاوى وذكريات حسان
ونجاوى اليقين هن الحسان
 
ودموع تزكو بهن دموع
وخشوع يسمو لديه جنان
 
طاب في ظلك التأمل حتى
غرق الجفن وانتشى الوجدان
 
وارتوت من نداك نفس طواها
سفر ناصب، ودهر عوان
 
سئمت غيها وعافت رؤاها
وأبت أن يزيغها الشيطان
 
فانثنت في حماك تطلب هدياً
يزهق الإثم من سناه السنان
 
يا هلالاً يهل بدراً تماماً
وبياناً هو التقى والأمان
 
أنت للنصر آية وزمان
أنت للفتح راية ومكان
 
أنت للمجد موعد ولقاء
وبلاغ وغاية وبيان
 
أنت للشوق في الحنايا انطلاق
أنت للصفو في السجايا لسان
 
قام بدر على محياك بدراً
يزدهي في جبينه الفرقان
 
وسرى الفتح في رحابك فتحاً
فانثنى الرجس وانطوى الطغيان
 
وتوالت سيوف حطين حتى
فنيت في انكسارها الصلبان
 
وأطلت بنصرها عين جالوت
ولبى وكبر الفرسان
 
وعبرنا القناة في فجر نصر
وعلا في هتافنا الإيمان
 
فهوى صاغراً خطُّ برليف
ولم يمهل الحصون الهوان
 
يا أبا النصر والعلا .. غاب عنا
كل نصر وقام فينا الهوان
 
مذ هجرنا الجهاد أجلب فينا
بالأباطيل خائر وجبان
 
فبلغنا من ذلنا أن عدونا
لعدو تشقى به الأوطان
 
نبتغي من لدنه سلماً ونرجو
أن تعود الربا ويعلو الكيان
 
يعقر الثأر فوق مهد صلاح
وعلى اللحد يذبح القربان
 
وانتشينا لنصر كابول لكن
فجعتنا في نصرها الأفغان
 
وبكينا حرائر العار عجزاً
وبكانا تحت الأسى الصبيان
 
ومضينا نستقبل الخطب يأساً
والرزايا تمضي بها البلقان
 
يا أبا النصر لا عدمناك نصراً
يتجلى في أُفقه القرآن
 
أيها القادم العزيز فرحنا
للتباشير زفها شعبان
 
فاحتفينا بالطهر قولاً وفعلاً
وشعوراً تصفو به الأذهان
 
طهرت بالصيام منا نفوس
وصفت في قيامك الأبدان
 
وهفت للمساء منا قلوب
هزها للقاء هذا الأذان
 
فبلغنا بفرحة الفطر شأناً
وغدا باللقاء يعظم شان
© 2024 - موقع الشعر