أوجهك وضّاح .. أم الخير والبشرُ - سعد عطية الغامدي

أوجهك وضّاح .. أم الخير والبشرُ
ونشرك فوّاح .. أم الزهر والعطرُ؟
 
أذكرك وضّاء .. أم المجد وارف
يلذ به عمر .. ويسمو به فكر؟
 
أملحمة تتلى عن الصبر، أم أنا
أمام الذي يزهو احتفاء به الصبر؟
 
وموسوعة الأخلاق، أم هي قمة
من الأدب السامي، هي الصدق والطهر
 
أصوتك هذا .. أم بقية دعوة
تداعى إليها السود والحمر والصفر؟
 
ندياً .. إلى العز المكين يعيدنا
وقد ضلت الغايات، والتبس الأمر
 
ففي شمسنا غيم، وفي صبحنا قذىً
وفي فهمنا سُقمٌ، وفي سمعنا وَقرُ
 
عقرنا خيول الفاتحين، وسَرّنا
بأن لنا أعداء سرّهم العقر
 
وبيعت سيوفُ ابن الوليد، وكُسِّرت
قناه، ولم يسلم بفسطاطه عمرو
 
وأزهق ليلَ البر ليل ضلالة
تجاذبه القينات والعود والخمر
 
وبات نساء الفاتحين، ونسلهم
يمزقهم ذل، ويطويهمُ أسر
 
يسامون أصناف البلاء وليس من
نصير ولا سيف به يرفع القهر
 
وعاثت بأولى القبلتين، وعربدت
يهود، وضاق البر بالبطش والبحر
 
أتُدفع أنكى آلة الشر بالحصى
ويردع جيشاً في بسالته غِر؟!
 
أصوتُك أم حادٍ بطيبةَ مشفقٌ
تُذَكِّرنا، والحر ينفعه الذِّكر
 
عن المجد تذكيه الدماء، فينتشي
ويبقى على الأيام ما بقي الدهر
 
وعن نعمة القرآن إذ نحن أهله
تحذرنا إن ناله بيننا الهجر
 
أتيتك إذ قالوا مريض، يسوقني
إليك احتساب الأجر، والخير والبر
 
وعدت وفي كفي أجور كثيرة
وقد كان أدناها السماحة واليسر
 
وما أنا في شكواي بائس قومه
ولكنها نجوى يبوح بها الصدر
 
حنانيك إن ضاعفت همك بالذي
يُظن بأن قد قام في بثه العذر
 
حنانيك بح الصوت وانقطع المدى
ولم يبق في قطع المفاوز لي ظهر
 
وأنهك خيلي، واستبد بيَ السُّرى
وأطبق منهوماً على روضتي القفر
 
حنانيك يا شيخ الفضائل ما أنا
سوى شاعر، هل يبعث الميت الشعر؟
© 2024 - موقع الشعر