عذابات مسجلة على معالم الطريق - محمود محمد الشلبي

-الرحلة –
 
 
 
عبرت يسبقها صوت انكسار الخطو ،
 
حطت فوق قنديل المساء ،
 
الراعش المحزون ،
 
صوتاً ..
 
وجديلة .
 
حركت نسغ الجذور ،
 
انطرحت عبر متاهات المدى المسكون ،
 
ألواناً .. وعشقاً ..
 
هتفت للكرمل الحاني :
 
تجلد ‍‍‍‍‍‍
 
هذه الأيام تحديق بوجه الماء ،
 
شيخ ... وقبيلة .
 
 
 
آلفي في بوحك المذبوح ،
 
بين المد في عينيك ، والتوق المُعنى .
 
حاولي أن تقرئي في الأفق ،
 
شكل الرحلة الأولى ،
 
استعيدي للديار القفر صوتا .
 
عانقي الريح ... فقد يأتي مع الصبح الخلاص .
 
حاولي أن تنقدي الوجه المُعنى .
 
 
 
 
 
 
 
" الوصول "
 
 
 
يتدحرج قلبك يا أمي ،
 
فوق صخور الدرب الملساء .
 
تنسرب الأنفاس اللهثى ،
 
عبر شقوق الليل الباكي ،
 
في ساحة عرس .
 
ينهل الدمع كأفواه القرب الملأى ،
 
ساعة يعشق قلب الصحراء الماء .
 
تطلع في دربك قافلة العرس ،
 
وتنمو نبتة حناء .
 
* * *
 
ممزوج صوتك مع نوح حمائم أيكتنا ،
 
في روض القرية .
 
مصلوب صوتك يا أمي ،
 
فوق حديد السجن المتلظي ،
 
في لحظة رعب .. وحنان
 
هذي دربك سيري ...انخطفي ،
 
دقي باب السجن الموصِد ،
 
صخاب هذا البحر المسجور
 
على طول الرحلة .
 
لم يبق أمامك إلا أن تلجي ..
 
فلتلجي .
 
 
 
" العاشق في لحظة تنوير "
 
 
 
يوم انسكب السائل يجري في أعراق
 
الأرض ،
 
احتفلت في موكب عيد ... وزفاف .
 
نادت شجر الليل المرخي على أكتاف
 
الأفق الغربي .
 
" كان الفارس قد عانق أمه "
 
 
 
" وصية شهيد مجهول "
 
 
 
ذوبت صخور القمر الساقط ،
 
خلف منافذك الثكلى .
 
أصبحت خروف العيد المذبوح ،
 
على الأعتاب .
 
لا تعطي صوتك يا أمي ،
 
لا تذري البدن الطاهر ،تنخره
 
الديدان الغرثى .
 
ها أنت تدقين الأبواب ،
 
تجوسين الطرقات .
 
فإلام تظلين كسرب ،
 
يحلم أن يهبط فوق صخور المد ؟‍‍
 
لن ينفعك الندب ..
 
اتئدي .
 
قلبك منشور فوق حراب القتل ..
 
اتئدي .
 
وامتشقي سيفك ..
 
آن الوقت ،
 
لأن تلدي .
© 2024 - موقع الشعر