نشيج بذاكرة العمر الأصفر - محمود محمد الشلبي

تناسلت خيطاً من الغيم ،
 
لوناً حزيناً على واحة الغيب ،
 
خلاُّ تقطر عبر الحلوق .
 
لهاثاً من الذهل والعري ،
 
سفراً عقيماً من الأمس ،
 
صرت التوسل والكبو ،
 
ظلت انسداد العروق .
 
 
 
تراميت فوق انفتاح النهار شهيقاُ ،
 
تلونت بالويل
 
عطرت هامي بوكف المنازل ،
 
في التيه .. والنفي ، عزّيت أمي ،
 
وبت الغريق .
 
وفي الفحم مرغت وجهي .
 
وسمرت كفي ببطن السلاحف ،
 
صارت ضلوعي قلوعاً ،
 
بشط الشرود ..
 
وذبت مع الماء ملحاً .
 
نشيجاً بذاكرة العمر ،
 
رمحاً بخاصرة الليل ،
 
صرت الرقود .
 
" ولم ينفتح باب ذاك الزمان .
 
ولم تأتنا خيل موسى ،
 
وسيف الإمام .
 
ولم ينفتح باب ذاك الزمان "
 
لماذا ؟ نظل انحناء الرؤوس ،
 
وشكل السراب ؟!
 
لماذا نظل بميناء مشتى الزمان
 
سفيناً تحطم فوق العباب ؟!
 
ورسماً بصحراء عمر طواه اليباب
 
لماذا ؟ّ!
 
لماذا نظل التسلع ، والوشم
 
فوق القبور ؟!
 
لماذا ؟ .. لماذا نظل الفتور ؟!
 
***
 
أديروا لوجهي مرافئ حلمي
 
ومدوا مع الأفق جسر التغير ،
 
مدوا على غارب الشمس
 
حبل العبور .
 
أديروا لوجهي مرايا غدي ..
 
وقولوا :
 
" هو النسغ يمشي بموت البذور "
 
ألِّموا على باحة الدار ،
 
هاتوا فوائح زهر الجبال ،
 
وخلوا النوارس تبني شراعاً مع الصبح ،
 
ردوا دروبي .
 
أعيدوا لقلبي اخضرار المروج ،
 
وخلوا شفاهي تلون بالعيد .
 
صبوا جراراً من الجني ،
 
والصحو ،
 
تروي شحوبي ...
© 2024 - موقع الشعر