عندما يولد الفرح - محمود محمد الشلبي

أجيئك من وهج التوق طيراً ،
 
يسوق الرياح بجنحيه ،
 
مروحة من حقول التمني
 
نهوضاً على كتف المد ،
 
فيضاً من الصحو ،
 
وعداً يبرر حزني .
 
ويأخذني الموج غضباً تورق ،
 
يأخذني الموج وجهاً يغني .
 
أجيئك نهراً ..
 
أجيئك فخراً ...
 
واحمل قلبي بكفي ..
 
أجدد حبي .. وأغسل سيفي .
 
هنا يسرح الظل ، يخضر لون المحال .
 
ويأسرني العود .
 
أغدو رفيق ابتهال .
 
ويولد وجهي .. ويولد صوتي ،
 
وفي لون ، حلمي ، ...
 
أحبك ... في عمق صمتي .
 
لقد كنت يوماً غريباً أيمم صوب احتضار
 
الظلال .
 
وكنت بعيني فراشة حقل عروساً .
 
يبللها الدمع .. كنت السؤال .
 
وغالية كنت ... ضوء حبيساً يهرول كالنجم ،
 
يسبي حدود المحال .
 
وجئت أسافر في غابة الليل ،
 
اطفوا على وجنه البحر ، يعصرني الشوق ،
 
وعداً عزيز المنال .
 
 
 
وجئت إلى ... وجئت إليك ...
 
أسائل وجهك هذا الحبيس وكيف تبدل ،
 
في سنوات الغياب العجاف .
 
أسائل عن رحلة الشوق ، تخضر فوق المعابر ،
 
تبكي على طرقات من الوجد بعد المطاف .
 
ويتعبني الجري ... يتعبك الجري،
 
يغدو لعينيك لون السهول العطاش .
 
وأجثو على راحتيك تلوحني الشمس .
 
يأسرني العود ...
 
يشرق فجرك عيداً أسير اندهاش .
 
ووجهك يسمو كسرب يهاجر
 
يجتاز ظن الحيارى .
 
ويسكننا هودجاً يقطع البيد ،
 
يمحو ندوب الوشوم عن الوجه ،
 
يحمل رمل الصحارى .
 
ويسكننا زورقاً سوف يبعث ،
 
من قاع تلك البحور موالد عرس ،
 
وأفراح قلب .. تشق المحارا .
 
* * *
 
ولكن لماذا لطيفك شكل انبعاث الشتاء .
 
ووقع سنابك تلك الخيول ،
 
يدق التخوم، يخط الدروبة ،
 
بصوت الرجاء ؟!
 
لماذا تزورين يوماً ثنايا الغيوم ،
 
تدقين باب المساء ؟ !
 
لماذا تنامين في البال ،
 
تنطرحين على صدر رحلتنا ،
 
خنجراً لا يلين .
 
وصدرك مدمى ، تئنين ، يا طول هذا الغياب
 
الذي لا يحين
 
ألم يطرق الصوت صمتك آن تمازج ،
 
لنسفك في جسد الميتين ؟!
 
فكنت ... وكانوا ...
 
وطاف خيالك يزرع هام الجبال ،
 
ويهديك ليلكة من حقول الحنين .
 
 
 
وأشعر أن لعينيك طقس الحضور ،
 
بذاكرتي آفلة .
 
وان رمال الصحارى تعرت
 
وان سيوف الفوارس حيناً .. تعرت .
 
وعاد لصوتك رجع الحداء .
 
ووهج العتابا على رحلة القافلة .
 
وانك مهر، ورمح .. ومفتاح شمس
 
ووجه لكنعان ، يغسله الموج .
 
موج احتدام العزيمة .. في ساعة حافلة .
 
 
 
وأشعر أنك لون جديد .. ووجه جديد
 
وماء يمور بمجرى العروق .
 
وأن حصانك يجتاز نهر الرقاد ،
 
ويزرع ليل البيات ، بمد الشروق.
 
وأن الرماح الصدئية ،
 
تغسلها لاعجات البروق .
© 2024 - موقع الشعر