يا أُمَّةَ العَرَب - إدوارد عويس

يا أُمَّةَ العَرَب . . .
يا أعجَبَ العَجَب ! ! !
للشاعر الكبير ادوارد عويس
يا أمَّةَ العَرَبْ
يا أعجبَ العجبْ
في غَمْرَةِ البلوى وفي عواصفِ النُّوَبْ
في خيبةِ المسْعى وفي غياهبِ التَّعَبْ
أُهْدي خطاباتِ الأَسى
إليكِ يا فاتنتي
وأَشْرَحُ السببْ
* * *
للّهِ ما ذَهَبْ
والفِعْلُ مُرْتَقَبْ
والمالُ ظلٌّ زائلُ
والعمرُ طيفٌ راحلُ
والمجْدُ مُحْتَسَبْ
يا أمّةَ العربْ
يا أعجبَ العجبْ
* * *
في جَنّةِ الرّضْوانِ يَسْكُنُ الذينَ نَضَّدُوا
روائعَ الأَرَبْ
وفي السَّعيرِ يُحْشَرُ الذين بَدَّدُوا
بدائعَ النَّسَبْ
والبائسونَ يَمْلَئُونَ السَّهْلَ والهضابْ
والتائهونَ يَحْتَسُونَ البُؤْسَ في الشِّعَابْ
والبحرُ مُنْتَهَبْ
والبَرُّ مُغْتَصَبْ
وأنتِ مِثْل العتمِ تَجثمينْ
على تراثِ العلمِ والأَدَبْ
وفي حياضِ الوَهْنِ ترقدينْ
وفَوْرَةُ الصحراءِ تُغْرِقُ المدَى
بالنفطِ والذهبْ
يا أمّةَ العربْ
يا أعجبَ العجبْ
* * *
وصورتانِ للضَّنَى
أوْ صورتانِ للخَنَا
من مُرْهَقٍ يكابدُ الضياعَ والسَّغَبْ
لمتْخَمٍ يتيهُ في الفحشاءِ والعَطَبْ
وتكنزينَ المالَ في خزائنِ العِدَا
وتدفنينَ الحُبَّ في مغاورِ الرَّدَى
وأنتِ مِثْل فتنةٍ ينتابُها الجنونْ
وَأنتِ مثلُ رِدَّةٍ تقتاتُها المنونْ
وفي المنى رَهَبْ
وللعُلا عَتَبْ
يا أمّةَ العربْ
يا أعجبَ العجبْ
* * *
وكنتِ يا مليكَتي في فاتنِ الزمانْ
مليكةَ الحِقَبْ
وكنتِ يا رفيقتي في رائعِ المكانْ
رفيقةَ الحَسَبْ
فكيفَ تضجعينَ في مراقدِ الذبولْ
وكيفَ تحلمينَ في مراصدِ الأُفُولْ
وكيفَ تلتقينَ الصُّبْحَ والمساءْ
والصيفَ والشتاءْ
في أخفضِ الرُّتَبْ
يا أمّةَ العربْ
يا أعجبَ العجبْ
* * *
 
ولا أَقولُ لا أَقولُ
إِنني في الويلِ يا سيِّدتي
فريسةُ النَّصَبْ
ولا أقولُ لا أقولُ
إِنني في الهولِ يا سيِّدتي
ذبيحةُ الحَرَبْ
فهل تعودُ فرحتيِ لقلبيَ الحزينْ
وهل أُرَوِّي غُلَّتي من دَفْقَةِ الحنينْ
وهل أُلاقي وجهَكِ الجميلَ يا معشوقتي
في سَوْرَةِ الغَضَبْ
© 2024 - موقع الشعر