قصيدة الطبيعة - إيليا أبو ماضي

روض إذا زرته كئيبا
نفّس عن قلبك الكروبا

يعيد قلب الخليّ مغرا
و ينسى العاشق الحبيبا

إذا بكاه الغمام شقّت
من الأسى زهرة الجيوبا

تلقى لديه الصّفا ضروبا
و لست تلقى له ضريبا

و شاه قطر الندى فأضحى
رداؤه معلما قشيبا

فمن غصون تميس تيها
و من زهور تضوع طيبا

و من طيور إذا تغنّت
عاد المعنّى بها طروبا

و نرجس كالرقيب يرنو
و ليس ما يقتضي رقيبا

و أقحوان يريك درّا
و جلّنار حكى اللّهيبا

و جدول لا يزال يجري
كأنّه يقتفي مريبا

تسمع طورا له خريرا
و تارة في الثرى دبيبا

إذا ترامى على جديب
أمسى به مربعا خصيبا

أو يتجنّى على خصيب
أعاده قاحلا جديبا

صحّ فلو جاءه عليل
لم يأت من بعده طبيبا

و كلّ معنى به جميل
يعلّم الشاعر النسيبا

أرض إذا زارها غريب
أصبح عن أرضه غريبا

© 2024 - موقع الشعر