جحــــــود - يحيى السماوي

جفَّتْ جذورُ توسُّلي فأَطيعي
شجَري فقدْ لوتِ الرياحُ جذوعي

ما للفصولِ جميعها مرَّتْ ولا
بُشرى – ولو طيفاً – بخطوِ ربيعِ ؟

خرساءَ تستجدي اللحونَ ربابتي
وتمدُّ كفّاً للأمانِ ربوعي

وإسْتَفْرَدَتني يا رباي مرافيءٌ
مهجورةٌ إلا شراعُ نجيعِ

نَكَثَتْ ضفافُكِ عَهْدَها وتنَصّلتْ
أمطارُكِ السمحاءُ من ينبوعي

ما حيلتي ؟ لا الحبُّ يشفعُ إنْ بدا
ذُلّي ..ولا كانَ الحبيبُ شفيعي

العيدُ ؟ أن أُرسي بنهرِكِ زورقي
وأريقَ في واديكِ دمعَ شموعي

أنْ تسكني مني خلاصةَ مقلةٍ
غرثى كما سكنَ الفؤادُ ضلوعي

هذا ربيبُ هواكِ يلطمُ حظَّهُ
جزعاً وما كان الفتى بجزوعِ

دالتْ بهِ الأشواقُ فهوَ موزعٌ
ما بينَ مغْربِ موعدٍ وطلوعِ

يصحو على ليلٍ فَيُطْبِقُ جفنَهُ
وهماً على شمسٍ أوانَ هزيعِ

ما للذينَ محضْتُهُمْ تِبْرَ الهوى
جحدوا رغيفَ دمي وكأسَ دموعي ؟

*****
© 2024 - موقع الشعر