بلاد بين أصابعي .. - ورود الموسوي

بلاد بين أصابعي ..
 
 
 
البلادُ التي تحملُ أوجاعَ غُربتها
 
تولدُ بين أصابعي
 
علّقتني على مشْجَبِ الوقتِ
 
واستدارتْ على سبابتي
 
تُحَلِّلُ ما طاب لها...
 
فصرتُ البلادَ الغريبةَََ
 
وصارت فسيحاً كُلَّما اقتربتُ ازداد اتساعاً...
 
غافلتني حين مدَّتْ لسانَ الحكيمةِ فيها
 
وقالتْ:
 
نهارُ الغُربةِ أرضٌ تُطاردُ حُلْمَ سماءٍ
 
تُظَلِّلُها الغيماتُ بالبَرَدِ الخريفيِّ يوماً
 
أو تُبلِّلُ عُشباً أصفرَ اللونِ كالرَّمْلِ
 
كُلَّما أغرَقَتْهُ المياهُ استزاده العطشْ
 
 
 
البلاد التي تحملُ غربةَ أوجاعها
 
قاسمتني الأصابعَ بالتساوي
 
استدارتْ إلى الوسطى
 
وقالت:
 
ليلُ الغربة بحرٌ يهاجرُ بحثاً عن غريقٍ
 
أسلَمَهُ الرُّبَّانُ للموتِ فكان الغرِقْ
 
لثاكلةٍ تمشي الهوينى على الساحلِ
 
يقاسمها الرَّذاذُ النَّشيجْ
 
 
 
البلادُ التي تحملُ غربة دهشتي
 
وشوشتني فقالت:
 
بأنَّ لاَءَ الغريبِ نعم
 
وأنَّ السنابلَ تهشُمُها الرَّيح
 
مِثْلَ طاحونَةِ الهواءِ تُجَذِّفُ بعضَها
 
بأنَّ الغريبَ الذي مرَّ في شارعي
 
صيَّرتهُ الحقائِب كالأمتعة
 
 
 
غادرتني دون أن تُغْلِقَ دهشتي
 
دون أن أعرفَ الطريقَ
 
دون أن تُصافحَ كفيَ
 
أو..... تصفَعَهْ...!
© 2024 - موقع الشعر