نهر الأحزان - نزار قباني

عيناكِ كنهري أحزانِ
 
نهري موسيقى.. حملاني
 
لوراءِ، وراءِ الأزمانِ
 
 
 
نهرَي موسيقى قد ضاعا
 
سيّدتي.. ثمَّ أضاعاني
 
 
 
الدمعُ الأسودُ فوقهما
 
يتساقطُ أنغامَ بيانِ
 
 
 
عيناكِ وتبغي وكحولي
 
والقدحُ العاشرُ أعماني
 
 
 
وأنا في المقعدِ محترقٌ
 
نيراني تأكلُ نيراني
 
 
 
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
 
آهٍ لو كانَ بإمكاني
 
 
 
فأنا لا أملكُ في الدنيا
 
إلا عينيكِ وأحزاني
 
 
 
سفني في المرفأ باكيةٌ
 
تتمزّقُ فوقَ الخلجانِ
 
 
 
ومصيري الأصفرُ حطّمني
 
حطّمَ في صدري إيماني
 
 
 
أأسافرُ دونكِ ليلكتي؟
 
يا ظلَّ الله بأجفاني
 
 
 
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
 
يا أجملَ.. أجملَ ألواني
 
 
 
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
 
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
 
 
 
أحلى من زهرةِ غاردينيا
 
في عُتمةِ شعرٍ إسباني
 
 
 
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
 
فدموعُكِ تحفرُ وجداني
 
 
 
إني لا أملكُ في الدنيا
 
إلا عينيكِ ..و أحزاني
 
 
 
أأقولُ أحبكِ يا قمري؟
 
آهٍ لو كان بإمكاني
 
 
 
فأنا إنسانٌ مفقودٌ
 
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
 
 
 
ضيّعني دربي.. ضيّعَني
 
إسمي.. ضيَّعَني عنواني
 
 
 
تاريخي! ما ليَ تاريخٌ
 
إني نسيانُ النسيانِ
 
 
 
إني مرساةٌ لا ترسو
 
جرحٌ بملامحِ إنسانِ
 
 
 
ماذا أعطيكِ؟ أجيبيني
 
قلقي؟ إلحادي؟ غثياني
 
 
 
ماذا أعطيكِ سوى قدرٍ
 
يرقصُ في كفِّ الشيطانِ
 
 
 
أنا ألفُ أحبّكِ.. فابتعدي
 
عنّي.. عن ناري ودُخاني
 
 
 
فأنا لا أملكُ في الدنيا
 
إلا عينيكِ... وأحزاني
© 2024 - موقع الشعر